tisdag 12 mars 2019



مدينة النحاس: في تخلف العالم الاسلامي
طريف سردست

حادثة حقيقية تبرز طريقة التفكير الاسلامية التي اوقفت تقدم الحكمة واضرت بالتفكير السليم.
في خضم حملات المسلمين العرب لنهب العالم يصل الى علم عبد الملك بن مروان خبر مدينة النحاس، التي يقول فيها ابن الفقيه ان ذو القرنين (شخصية اسطورية مذكورة في القرآن ) هو الذي بناها واودعها كنوزه وطلسمها فلا يقف عليها احد (يعني صارت مخفية) وجعل في داخلها حجر البهتة وهو مغناطيس الناس (يجذب البشر) فأن الانسان إذا وقف حذائه عليه جذبه كما يجذب المغناطيس الحديد ولاينفصل عنه حتى يموت (اخترعوا كذبة وصدقوها)، وانه في مفارز الاندلس. ( اي حددوا موقعها الجغرافي كمان)!!
وبالطبع صدق عبد الملك بن مروان " علمائه" الجهابذة وسال لعابه لنهب هذه الثروات.
ولكون حملات النهب وصلت الاندلس واصبحت قريبة من مدينة النحاس الاسطورية، كتب الخليفة الى موسى بن نصير وامره بالسير اليها وان يطمئنه عن حالها.
تجهز موسى بن النصير وسار بالف فارس، ولما رجع كتب الى عبد الملك الكتاب الباهر التالي:
بسم الله ارحمن الرحيم
أصلح الله الامير صلاحا يبلغ به خير الدنيا والاخرة. (التدليس المعتاد).
أخبر ياامير المؤمنين أني تجهزت لأربعة أشهر وسرت في مفارز الاندلس ومعي ألف رجل حتى أوغلت في طرق قد انطمست ومناهل اندرست وعفت فيها الآثار وانقطعت عنها الاخبار فسرت ثلاثة واربعين يوما أحاول مدينة لم ير الراؤون مثلها ولم يسمع السامعون بنظيرها. ( بدأ تاليف الكذبة على اصولها)
فلاح لنا بريق شرفها من مسيرة ثلاثة ايام فأفزعنا ومنظرها الهائل وامتلأت قلوبنا رعبا من عظمتها وبعد أقطارها. (اعجاز علمي، لقد تكهنوا بالمدن الحديثة)
فلما قربنا منها إذا امرها عجيب ومنظرها هائل فنزلنا عند ركنها الشرقي ثم وجهت رجلا من اصحابي في مائة فارس وأمرته أن يدور حول سورها ليعرف بابها فغاب عنا يومين ثم وافى اليوم الثالث فأخبرني أنه ماوجد لها بابا ولا رأى اليها مسلكا، فجمعت أمتعة اصحابي الى جانب سورها وجعلت بعضها فوق بعض لأنظر من يصعد اليها فيأتيني بخبر مافيها فلم تبلغ امتعنتا ربع الحائط لأرتفا،عه فأمرت عند ذلك بأتخاذ السلالم وشد بعضها الى بعض بالحبال ونصبتها الى الحائط وجعلت لمن يصعد إليها ويأتيني بخبر مافيها عشرة آلاف درهم (اي انه سرق اموال الدولة بهذه الحيلة) فأنتدب لذلك رجل من اصحابي يتسنم ويقرأ ويتعوذ. (الطقوس الدينية لابد منها لاكمال الحبكة)
فلما صار على سورها وأشرف على مافيها قهقه ضاحكا ونزل إليها فناديناه أن اخبرنا بما فيها وبما رأيته فلم يجبنا.
فجعلت لمن يصعد ويأتيني بخبر مافيها وخبر الرجل ألف دينار ( اي انه سرق الخليفة مرة ثانية) فأنتدب رجل من حمير (يمني) وأخذ الدنانير ثم صعد. فلم استوى على السور قهقه ضاحكا ثم نزل إليها فناديناه أن اخبرنا بما ترى فلم يجبنا.
فصعد ثالث وكان حاله مثل حال صاحبيه (انسرق الخليفة للمرة الثالثة) فأمتنع اصحاب بعد ذلك عن الصعود. فلما ايست عنها رحلت نحو البحيرة وسرت مع سور المدينة فانتهيت الى مكان من السور فيه كتابة بالحميرية (على اساس الحميرية لغة بلقيس)، فأمرت بانتساخها فكانت:
ليعلم المرء ذو العز المنيع ومن يرجو الخلود وماحي بمخلود. لو ان حيا ينال الخلود في مهل لنال ذاك سليمان بن داود سالت له العين، عين القطر فائضه فيه عطاء جزيل غير مصرود وقال للجن انشوا فيه لي اثرا يبقى الى الحشر لا يبلى ولا يودي فصيروه صفاحا ثم ميل به الى البناء بأحكام وتجويد وافرغوا القطر فوق السور منحدرا فصار صلبا شديدا مثل صيخود وصب فيه كنوز الارض قاطبة وسوف تظهر يوما غير محدود لم يبق من بعدها في الارض سابغة حتى تضمن رمسا بطن أخدود . هذا ليعلم أن الملك منقطع إلا من الله ذي التقوى وذي الجود.
قال ثم سرت حتى وافيت البحيرة عند غروب الشمس فإذا هي مقدار ميل في ميل، كثيرة الامواج فإذا رجل قائم فوق الماء فناديناه: من انت؟
فقال: أنا رجل من الجن. كان سليمان بن داود حبس والدي في هذه البحيرة، فاتيته لانظر في حاله.
قلنا له: فمابالك قائما فوق الماء؟
قال: سمعت صوتا فظننته صوت رجل ياتي هذه البحيرة في كل عام مرة، وهذا اوان مجيئه، فيصلي على شاطئها اياما ويهلل ويمجده.
قلنا: من تظنه؟
قال: اظنه الخضر عليه السلام.
فغال عنا فلم ندر كيف أخذ
قال: وكنت أخرجت معي عدة الغواصين (العالم كانت متطورة)، فغاصوا في الماء فرأوا حبا من صفر (وعاء نحاسي) مطبقا رأسه مختوما برصاص فامرت به ففتح فخرج منه رجل من صفر (روبوت نحاسي )بيده رمح مطرد من صفر فطار في الهواء وهو يقول: يانبي الله لاأعود! ثم غاصوا ثانية وثالثة فأخرجوا مثل هذا فضجوا خوفا من قطع الزاد.
فاخذت الطريق التي سلكتها أولا حتى عدت إلى قيروان والحمد لله الذي حفظ الأمير المؤمنين أموره وسلم له جنوده والسلام. ( مستحمر الخليفة تماما)
قال: فلما قرأ عبد الملك كتاب موسى، وكان عنده الزهري قال له:
ماتظن باولئك الذين صعدوا السور؟
(والان يبدأ النقاش العلمي)
قال الزهري: ياامير المؤمنين لان لتلك المدينة جنا قد وكلوا بها.
قال: فمن اولئك الذين يخرجون من الحباب ويطيرون؟
قال: اولئك مردة الجن الذين حبسهم سليمان بن داود عليه السلام في البحار، هذا مارواه ابن الفقيه.
وذكرها ابو حامد الاندلسي ان يوجد كتاب عنها ذكر فيه ان ذا القرنين بناه والصحيح ان سليمان بن داود عليه السلام هو الذي بناها (بيصحح المعلومة كمان)
(من كتاب آثار البلاد واخبار العباد الصفحات من 610 الى 612)