onsdag 7 december 2011

قصيدة طه حسين: هل كنت اعبد شيطانا


يقول طه حسين في قصيدته " كنت اعبد الشيطان":
كنت اظن انك المُضل وانك تهدي من تشاء
الضار المغيث المُذل عن صلف وعن كبرياء
جبار البأس تكن للناس مكرا ودهاء
تقطع ايادي السارقين وترجم اجساد النساء
تقيم بالسيف عدلا فعدلك في سفك الدماء
فيا خالق القاتلين قل لي اين هو إله الضعفاء
لو كنت خالق الكل ما حرمت بعضهم البقاء
وما عساك من القتل تجني غير الهدم والفناء
فهل كنت اعبد جزارا يسحق اكباد الابرياء؟
ام كنت اعبد شيطانا أرسل الينا بخاتم الانبياء
حسبت الجنة للمجاهدين سيسكن فيها الاقوياء
تمر وعنب وتبن وانهار خمر للاتقياء
خير ملاذ لجائعين عاشوا في قلب الصحراء
واسرة من ياقوت ثمين وحور تصدح بالغناء
نحن عاشقات المؤمنين جئنا ولبينا النداء
جزاكم الله بنا فأنظروا كيف احسن الله الجزاء
هل جنتك كفاح وصياح وايلاج دون انثناء
تجدد الحور الثيب بكرا وانت من تقوم بالرفاء
هل كنت اعبد قوادا يلهو في عقول الاغبياء
ام كنت اعبد شيطانا أرسل الينا بخاتم الانبياء.



lördag 3 december 2011

هل يمكن ان يكون وحي محمد من شيطان وليس إله؟


كيف عرف محمد ان الذي ظهر له كان رسولا من عند إله وليس من عند الشيطان؟
هذه المسألة انتبهت اليها السيدة خديجة زوجة محمد وولية امره في ذلك الوقت، وقد تحققت منها بطريقة غاية في الغرابة، لنقرأ معا الاحداث:.

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدّثَنِي إسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ مَوْلَى آلِ الزّبَيْرِ : أَنّهُ حُدّثَ <239> عَنْ خَدِيجَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهَا أَنّهَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَيْ ابْنَ عَمّ أَتَسْتَطِيعُ أَنّ تُخْبِرَنِي بِصَاحِبِك هَذَا الّذِي يَأْتِيك إذَا جَاءَك ؟ قَالَ نَعَمْ . قَالَتْ فَإِذَا جَاءَك فَأَخْبِرْنِي بِهِ . فَجَاءَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السّلَامُ كَمَا كَانَ يَصْنَعُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لِخَدِيجَةَ يَا خَدِيجَةُ هَذَا جِبْرِيلُ قَدْ جَاءَنِي ، قَالَتْ قُمْ يَا ابْنَ عَمّ فَاجْلِسْ عَلَى فَخِذِي الْيُسْرَى ; قَالَ فَقَامَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَجَلَسَ عَلَيْهَا ، قَالَتْ هَلْ تَرَاهُ ؟ قَالَ نَعَمْ قَالَتْ فَتُحَوّلْ فَاجْلِسْ عَلَى فَخِذِي الْيُمْنَى ; قَالَتْ فَتَحَوّلَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَجَلَسَ عَلَى فَخِذِهَا الْيُمْنَى ، فَقَالَتْ هَلْ تَرَاهُ ؟ قَالَ نَعَمْ . قَالَتْ فَتَحَوّلْ فَاجْلِسْ فِي حِجْرِي ، قَالَتْ فَتَحَوّلَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَجَلَسَ فِي حِجْرِهَا . قَالَتْ هَلْ تَرَاهُ ؟ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَتَحَسّرَتْ وَأَلْقَتْ خِمَارَهَا وَرَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ جَالِسٌ فِي حِجْرِهَا ، ثُمّ قَالَتْ لَهُ هَلْ تَرَاهُ ؟ قَالَ لَا ، قَالَتْ يَا ابْنَ عَمّ اُثْبُتْ وَأَبْشِرْ فَوَاَللّهِ إنّهُ لَمَلَكٌ وَمَا هَذَا بِشَيْطَانٍ.

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَقَدْ حَدّثْتُ عَبْدَ اللّهِ بْنَ حَسَنٍ هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ قَدْ سَمِعْتُ أُمّي فَاطِمَةَ بِنْتَ حُسَيْنٍ تُحَدّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْ خَدِيجَةَ إلّا أَنّي سَمِعْتُهَا تَقُولُ أَدْخَلَتْ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ دِرْعِهَا ، فَذَهَبَ عِنْدَ ذَلِكَ جِبْرِيلُ فَقَالَتْ لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إنّ هَذَا لَمَلَكٌ وَمَا هُوَ بِشَيْطَانٍ ( انتهى)
.

ماذا يعني ذلك؟
ان تحقيق خليجة قام على مقياس العامل الاخلاقي لدى " صاحب محمد الذي يأتيه". ولكن لماذا يجب على هذا الرسول الالهي الغير بشري ان يملك قواعد اخلاقية تماثل مالدى الانسان وقائمة على الجنس؟ هل لدى الملائكة مشاعر جنسية؟ هل كانت لديهم هذه المشاعر تجاه حواء العارية تماما ايضا؟ وكيف تعرف الملائكة ان هناك امرأة عارية في البيت فلا تتدخله؟ وماذا تفعل الملائكة بين الشعوب البدائية التي جميع افرادها عرايا طول الوقت؟ وهل يعني ذلك ان الملائكة ذكور حصرا؟

بمعنى اخر كيف يمكن الاستدلال على الوهية مصدر الوحي من هذه التجربة الساذجة والطفولية؟ ولكن ذلك يعني عمليا انه، وعلى الرغم من استحقاق التساؤل، لم توجد اية اسس منطقية للاستدلال على ان مصدر الوحي هو إله وليس شيطان وان اقصى ماسعت اليه خديجة هو ايهام نفسها او محمد بما تريد غائيا بما تريد ان يؤمن به، على الرغم من ان المحاولة غاية في السذاجة بحيث تصل الى الطعن في الالوهية، ولن تنطلي على عاقل.

على هذه الخلفية نرى ان الانطلاقة لم تحتوي على اي علة تسمح بنسب التصورات والتخيلات الى مصدر الهي وليس مرضي او شيطاني، بما يعني ان نسب الامور الى الله جرى بطريقة قسرية وغائية.

فيما بعد، وللخروج من هذه المعضلة، اصبح يجري التدليل على صحة نسب الرسالة الى إله بكون مضمونها اخلاقي انطلاقا من السؤال التالي:
هل يعقل ان يرسل الشيطان رسالة تدعو الى الاخلاق الحسني وخير العمل؟

والقضية هل فعليا تدعو الاديان الى حسن العمل وحسن الاخلاق، من حيث انه لايجوز الاكتفاء بتزكية النفس وانما رؤية الاعمال على ارض الواقع، وإلا يصبح الامر كمن يشتري ثلاجة على الرغم من انه يريد شراء غسالة، لمجرد ان صاحب المحل كتب على الثلاجة غسالة، فهل تتغير المضامين بالتسميات؟

كما نرى فالاديان السماوية نتج عنها جرائم وانتهاكات غاية في الفظاعة، والاسلام ليس استثناء. بل والانكى من ذلك ان الاسلام، لربما، هو الدين الوحيد الذي لازالت الجرائم والانتهاكات ترتكب بإسمه حتى اليوم، فهل يعقل ان ينتج عن الخير شرا؟

ان فكر يعطي الانطباع انه خير في حين يؤدي فعليا الى الشر لهو اذكى فكرة يمكن ان تصدر على شيطان خبيث، مما يعني ان الاسلام يحتمل تماما ان يكون ابداع عبقري لشيطان اكثر منه ان يكون عن رحمان اخطأ الطريق وفقد القدرة على رؤية النتيجة الكارثية لغلطته التي لاتغتفر.