torsdag 28 februari 2019



طريف سردست

انطوني فلو وحقيقة تحوله الى الايمان

انطوني فلو فيلسوف بريطاني، ينتمي الى المدرسة التحليلية، ولد عام 1923 وتوفي عام 2010، في مستشفى Extended Care Facility مصابا بالخرف [18][19]. كان فلو مشهورا بكونه فيلسوف يؤكد على ان المرء يجب أن يكون ملحد حتى يتم إكتشاف الدليل على وجود إله[22].
في كتابه Presumption for ateism(1984), آشار الى ان الاصل، أن على المرء البقاء على الالحاد طالما ان البرهان العلمي مفقود.
غير ان شهرته عند الاسلاميين نشأت بعدما ظهرت لديه افكار تدل على " الاعتقاد" بقوة عليا.
مع انه في مقابلة عام 2004 قال:" انا اعتقد بوجود اله يختلف كثيرا عن الاله المسيحي وبعيدا نهائيا عن الاله الاسلامي ، لكون كلاهما يجري تصويرهما كقوة فائقة كديكتاتور شرقي، مثل صدام حسين كوني [40]".
Ateistisk filosof, 81, som nu tror på Gud Richard N. Östling. Associated Press, 10 december 2004.
في عام 2003 وقع على " الاعلان الانساني الثالث" وفي عام 2004 اعلن أيمانه بالربوبية [6] وبالذات اعتقاده بوجود إله من نمط إله ارسطو.

عندما بلغ من العمر 81 سنة، وبالذات في عام 2007 اصدر كتابه الشهير" "There is a God - how the world's most notorious atheist changed his mind". وقد اعترف " فلو" أن Roy Abraham Varghese هو الذي قام بالاعمال الفعلية في كتابة الكتاب، بسبب كبر عمر" فلو" [9].

بالنسبة لفلو كانت الحجة الرئيسية التي جعلته يغير افكاره ان العلم، في عهده، لم يتمكن من تفسير كيفية نشوء الحمض النووي والحياة. لذلك اعتقد ان التفسير يمكن ان يكون في نظرية " المصمم الذكي". وقد تأثر "فلو" بفلسفة آلفين بلانتينغا وريتشارد سوينبومه (Alvin Plantinga and Richard Swinburne ).

ان ماكتبه " فلو" في سنواته الاخيرة كان اعترافا بأن الكون نتيجة " تصميم ذكي" ولكن، لكونه لم يقصد وجود إله، بالمعنى الديني للكلمة، اطلق عليه البعض تعبير المؤمن " بالربوبية" deism، اي بوجود قوة عليا خارقة، واعية، ولكنها لم ترسل اي دين ولم تتدخل في الحياة على الارض، على العكس من اعتقادات اتباع الاله الابراهيمي.

وكان " فلو" كتب ان البراهين التي يقدمها اللاهوت لايمكنها الصمود لانها مبنية على " الاعتبار" الشخصي المسبق، والاعتقاد ان الاخلاق صادرة عن الاله الطيب [20]. بذلك يكون " فلو" مستمرا على رفض الاله الابراهيمي، بما فيه الاسلامي.

Ateism och deism
الالحاد باللغة العربية تعني ، في سياق موضوعنا، الاحادة عن الطريق المستقيم. يقول القرآن: { لسان الذي يلحدون إليه } اي الذين يحيدون اليه، { ومن يرد فيه بإلحاد بظلم } اي يحيد الى الظلم. ولذلك لايستقيم هذا المعنى مع ترجمة كلمة الاتيزم الانكليزية، والتي تعني لا الوهية. وفي الاساس تقوم الألوهية على رفض اي ادعاء بدون دليل قابل للتحقق. وهي عكس teism التي تعني الالوهية.
في حين ان كلمة deism تترجم للعربية بمعنى " ربوبية" وبقصد وجود قوة خارقة واعية فوق الكون، سبب ظهور الكون، ولكنها لاتتدخل في شؤون الكون ولم ترسل انبياء ورسل، ولم تتضع قواعد اخلاقية، وتركت الامور لتصرف القوانين الطبيعية، لايهمها ان يعبدها الانسان او يكفر بها.

يقول فلو أن معنى الالحاد لايجوز ان يكون ادعاء " ايجابي" ان الاله غير موجود، وانما " سلبي" بمعنى الانتظار في تقديم الدليل على الادعاء بالوجود [23]، انطلاقا من ان " البينة على من ادعى". وقد جرى تبني هذا المعنى للالحاد حسب الفيلسوف William Lane Craigs [26]

التحول الى الربوبية
في عام 2004 شارك " فلو" في بحوار مع زميله الفيلسوف Gary Habermas . وعلى الرغم من انه بقي يعتبر نفسه على الالحاد، إلا انه آشار الى وجود "بضعة اسئلة" تحتاج الى اعادة النظر الجدي فيها[38].

في مقابلة نشرت ديسمبر من عام 2004، عندما كان عمره 81، اعلن " فلو" انه اصبح ربوبي [39]. في المقال آشار الى انه يؤمن بالربوبية من نوع مايؤمن به توجماس جيفرسون Thomas Jefferson " من حيث اننا نصل الى وجود مصمم عن طريق الحجة، لايوجد اي مجال للقول بوجود عجائب او آيات مافوق الخارقة تدل على هذا الاله بالعلاقة بين هذا الاله والانسان الفرد" [39].

على الاخص كان " فلو" ضد الشكل الاسلامي للأولوهية وقال :" عندما يتعلق الامر بالاسلام، فأن الافضل، حسب رأيي، هو وصفه بالطريقة الماركسية كأيديولوجية إنشاء الامبريالية العربية وايديولوجية التبرير. بين العهد الجديد والقرآن لاتوجد اي مقارنة. يمكن العثور على سوق لقراءة الانجيل، ولكن قراءة القرآن اقرب ان تكون عقوبة منها ان تكون متعة. لايوجد اي نظام او تسلسل منطقي في هذا الكتاب. جميع السور منظمة حسب طولها، الطويلة اولا. ولكون القرآن مؤلف من جمع اجزاء (ايات) وهي ايات جرى ارسالها الى الرسول محمد من الملاك جبرائيل باللغة العربية الفصحى، في فترات كثيرة ومتفرقة، فأن من الصعب رؤية اي مبدأ يضبط منظومة القرآن"[39].
المصدر: Antony Flew och Gary Habermas - Min pilgrimsfärd från ateismen till teismen - Philosophia Christi, det evangeliska filosofiska samhällets journal, vinter 2004
ويقول ايضا:" القرآن يتطلب الايمان تتبعه الطاعة المطلقة. هذا اجراء مضمون لخلق الرعب، لخلق ارهاب عدم الرضى اكثر منه لخلق الحب".
المصدر: Antony Flew - Min Pilgrimsfärd från Ateism till Theism - Libertarian Alliance, 1995
ويضاف الى ذلك مقولته عن اله الاسلام الديكتاتوري والذي شبهه بصدام حسين كوني، كما جاء اعلاه.

في عام 2004، وقبل مقابلة ديسمبر، قال " فلو" في الرسالة التي ارسلها الى Richard Carrier والتي اعلن فيها انه ربوبي:" انا اعتقد اننا نحتاج الى مناقشة للتفريق بين اله ارسطو وسبينوزا وبين اله المسيحيين والمسلمين". . كما قال:" حجتي الوحيدة، الوحيدة، [على وجود اله ارسطو] هي وضوح إستحالة وجود سبب طبيعي لنشوء حمض الد ن آ في الكائن المتكاثر الاول" [41].
وأضاف:" ان السؤال الفلسفي الذي لم يجري الاجابة عنه، في الابحاث عن نشأة الحياة ، هو : كيف يمكن لكون مؤلف من مواد غير مفكرة ان ينتج كائنات لديها هدف، قادرة على اعادة انتاج نفسها، وتقوم على كيمياء مشفر؟ هنا الامر لايتعلق بالبيلوجيا الحيوية وانما وانما معضلة في مجال اخر تماما" [43].

بعد بضعة اشهر، عندما سأله Duncan Crary ، من شبكة الاخبار الانسانية، إذا كان لازال يقف الى جانب الحجج المنشورة عن الالحاد، اجاب بنعم، ولكنه ايضا اعلن سعادته بكونه ربوبي:" انا سعيد ان اؤمن بإله سلبي وغير رسمي". وعندما سُئل عما إذا كان يتفق مع اخر ماطرحه العلم واللاهوت اجاب:"لا ، على الاطلاق"، ونفى الاشاعات في انه تحول الى المسيحية [42].

في 29 ديسمبر عام 2004، سحب فلو إدعائه ان الاله او قوة خارقة هي التفسير الوحيد لنشوء الحياة المعقدة. يقول:" انا ارى الان اني جعلت نفسي ابدو كاحمق عندما اعتقدت انه لايمكن ان توجد نظرية عن إمكانية نشوء الحياة من مواد غير حية". كما أنه لام Richard Dawkins على انه هو الذي جعله يتيه لكونه:" ابدا لم يشر الى وجود اي بحث يملك آفاق لوضع نظرية عن إمكانية نشوء الحياة من مواد غير حية" [41].

وقد قام الفليلسوف Raymond Bradley, بكتابة انتقاد مفتوح لما توصل اليه فلو، عام 2005، متهما اياه بأنه واقع تحت تأثير عالم الفيزياء المؤمن Gerald Schroeder .

حول كتاب " هناك إله"
في عام 2007 نشر " فلو" كتاب باسم " There is a God", واشير به الى انه بالمشاركة مع الكاتب Roy Abraham Varghese. بعد فترة قصيرة من نشر الكتاب ظهر في جريدة نيويورك تايمز مقال للمؤرخ المؤمن Mark Oppenheimer, يقول فيه ان الكتاب كتبه فارغهيس وليس " فلو"، حيث ان الثاني كان في وضع صحي سبب هبوط قواه العقلية، جعله لايتذكر كلمات مفتاحية ولا الافكار والاحداث المذكورة في الكتاب [8]. الكتاب يمدح الكثير من الفلاسفة مثل براين ليفتون، جون ليسليه، باول دافيس، ولكن " فلو" لم ينجح في تذكر مضمون كتابه في لقاء Oppenheimers intervju.

في مقالة ثانية كتبها Anthony Gottlieb آشار الى مؤشرات قوية على ان الكتاب كتب بقناعات فارغهيس أكثر منها " فلو" فالكتاب " ابعد من ان يقوي الادلة على وجود إله، وبالاحرى يضعف ويهمش انطوني فلو" [53].
صحيح ان فلو نفسه نفى هذه الاتهامات واصر على ان الكتاب له ويعبر عنه مئة بالمئة [58]، على الرغم من انه لم يتذكر الكثير من القضايا التي تناولها الكتاب، إلا أن فلو مات بعد ثلاثة سنوات، عن عمر 87 سنة، في مستشفى لمعالجة مرض الخرف.

torsdag 14 februari 2019


آيات التحدي في القرآن
هل الآيات القرآنية شكّلت تحديا لفقهاء العربية في حينها , وما هو الجديد في ذلك وأين يكمن الإعجاز في القرآن , ولماذا لم تتم المحافظة على قرآن مسيلمة , وسجاح التميمية وغيرهما من الذين ادعوا أنهم يستطيعون أن يكتبوا قرآنا يشبه قرآن محمد 0
(00في الآيات القرآنية الواردة في التحدي ما يدعو إلى الانتباه .
 ذلك أن آيات التحدي هي في سورة الطور : ( فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين ) (1) 0 وفي سورة يونس : ( أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ) (2) 0وفي سورة هود : ( أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ) (3) 0 وفي سورة الإسراء /908/ : ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً ) (4) 0
إن هذه السور التي فيها آيات التحدي كلها من السور المكية , وترتيب القرآن مشوش لم ترتب آياته بحسب النزول , فلا نستطيع أن نعرف من ترتيب الآي أي آية من آيات التحدي نزلت أولاً 0
ولكنا إذ علمنا أن محمداً كان في جميع الأمور يتدرج إلى ما ير تدرجاً بحسب ما تدعو إليه الحاجة ويقتضيه الحال , كما أشرنا إليه فيما تقدم عند الكلام على أساس الدعوة , كان من الجائز أن نقول بأنه في التحدي أيضاً جرى على هذه الطريقة 0 وعندئذ ٍ نستطيع أن نقول بن آية الطور هي أول آية نزلت في التحدي , لأنها أبسط قول يقال في التحدي أول وهلة
0 ولا شك أن " الحديث " الوارد في قوله : ( فليأتوا بحديث مثله " يشمل الكثير والقليل حتى إنه يصدق على آية واحدة من القرآن , والإتيان بمثله في آية واحدة أو آيتين لا يجوز أن تتم به المعارضة , بل لا يجوز أن يعد معارضة أصلاً , لأن ذلك سهل متيسر لكل أحد , خصوصاً والآيات القرآنية فيها ما هو عبارة عن كلمة واحدة نحو : ( مداهمتان) (1) فإنها آية قرآنية وإن كانت كلمة واحدة
0
على أن الآتيان بمثله في آية أو آيتين هو مما وقع في أيام نزول القرآن، من المسلمين ومن الكفار على السواء 0 ففي الإتقان قال: وأخرج مسلم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن يهودياً لقي عمر بن الخطاب فقال له : إن جبريل الذي يذكره صاحبكم عدو بنا , فقال عمر : ( من كان عدواً لله وملائكته وميكال فإن الله عدو للكافرين ) (2) , قال : فنزلت هذه الآية بعد ذلك كما قالها عمر (3) /909/ قال : وأخرج سنيد في تفسيره عن سعيد بن جبير أن سعد بن معاذ لما سمع ما قيل في أمر عائشة ( أي في الإفك) قال: ( سبحانك هذا بهتان عظيم ) (4) , فنزلت كذلك 0
قال: وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: لما أبطأ على النساء الخبر في احد , خرجن يستخبرن , فإذا رجلان مقبلان على بعير, فقالت امرأة : ما فعل رسول الله ؟ قال: حي , قالت : فلا أبالي يتخذ الله من عباده شهداء ( تعني قتلى أحد ) , فنزل القرآن على ما قالت : ( ويتخذ منكم شهداء ) (5) 0
وفي الإتقان أيضاً : قال ابن سعد في الطبقات : أخبرنا الواقدي : حدثني إبراهيم بن محمد شرحبيل العبدري , عن أبيه قال: حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد فقطعت يده اليمنى , فأخذ اللواء بيده اليسرى وهو يقول : ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ) (6) , فقطعت يده اليسرى , فحنى على اللواء وضمه بعضديه إلى صدره وهو يقول وما محمد إلا رسول إلخ 00 ثم قتل فسقط اللواء 0 قال: وما كانت هذه الآية نازلة يومئذ ثم نزلت بعد ذلك (7)
 0
فهؤلاء مسلمون من أصحاب رسول الله قد أتى كل منهم بحديث لم يكن قرآناً , ثم نزل به فصار قرآناً
0 وقد وقع مثل ذلك لبعض الكفار أيضاً , فقد ذكروا عن النضر بن الحارث أنه كان إذا جلس رسول الله مجلساً يحدث فيه قومه ويحذرهم ما أصاب من قبلهم من نقمة الله يخلفه في مجلسه , ويقول لقريش : هلموا فإني والله يا معشر قريش أحسن حديثاً منه, ثم يحدثهم عن ملوك فارس 0 قال صاحب السيرة الحلبية : ولما تلا ( أي النبي ) عليهم نبأ الأولين , قال النضر بن الحارث : قد سمعنا , لو نشأ لقلنا مثل هذا / 910/ ( إن هذا إلا أساطير الأولين ) (1)
0 وهذا الكلام حكاه بعد ذلك القرآن فصار آية قرآنية , قال صاحب السيرة الحلبية : وعند ذلك نزل الله تكذيباً له ( أي للنضر ) : ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً ) (2) 0 ففي هذه الآية لم يتحدهم أو بسورة أو بعشر سور بل بمثل القرآن كله
0
ومن هذا القبيل ما قاله عبد الله بن أبي سرح فكان سبباً لارتداده على الأصح , وذلك أن عبد الله هذا اسلم وكان يكتب الوحي لرسول الله , فاتفق يوماً أن كان رسول الله يملي عليه آية نزلت , فأملى عليه : ( لقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ) (3) فكتبها , ثم أملى : ( ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ) (4) فكتبها , ثم أملى : ( ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم إنشأناه , خلقاً آخر ) (5) , فلما كتب ذلك عبد الله تعجب من تفصيل خلق الإنسان , فقال: ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) (6) , فقال له رسول الله , اكتب ذلك , هكذا نزلت , فوقع من ذلك في نفس عبد الله ريب , فقال : إن كان محمد يوحى إليه فأنا يوحى إليّ , فارتد عن الإسلام ولحق بمكة وصار يقول لقريش : إني كنت أصرف محمد كيف شئت , كان يملي علي عزيز حكيم , فأقول : أو عليم حكيم , فيقول : نعم كل صواب , وكل ما أقوله يقول ك اكتب هكذا نزلت (7)
0
فمن هذا يظهر أن الإتيان بآية أو آيتين مثل القرآن أمر سهل قد يتفق لكل أحد أن يأتي به , فتحديهم بأن يأتوا بحديث مثله غير صحيح ولا مأمون فيه سوء العاقبة 0 فلذا عدل عنه / 911/ محمد متدرجاً في التحدي إلى ما هو أعلى من ذلك , فجاء بالآية الثانية: ( قل فأتوا بسورة من مثله ) (8)
0
ولم يقف عند هذا الحد حتى جعلها عشر سور , ثم ارتقى إلى ما يقتضيه التحدي الصحيح الذي يتعذر أو يستحيل عادة أن يجيبه إليه أحد , وهو تحديهم بأن يأتوا بمثل القرآن من دون قيد بحديث أو سورة كما قال في الآية الأخرى : ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن ) (9) الخ 00 الآية 0 وهذا هو التحدي الذي ترجع فيه المعارضة خائبة خاسرة بلا شك ولا ريب 0 ولذا نراه يتكلم بجراءة واطمئنان واثقاً بعجزهم عمّا يريد منهم , حتى أنه لم يتحد الإنس وحدهم بل جعل الجن لهم معاونين تهويلاً عليهم وتأكيداً لعجزهم 0) يتبع
0
(1) سورة الطور, الآية : 34 – (2) سورة يونس , الآية : 38 – (3) سورة هود , الآية 13 – (4) سورة الإسراء , الآية : 88 – 01) سورة الرحمن , الآية : 64 – (2) سورة البقرة , الآية : 98 – (3) الإتقان , 1/ 35 – (4) سورة النور ,الآية : 12 ؛ الإتقان , 1/ 35 – (5) سورة آل عمران , الآية : 140 – (6) سورة آل عمران , الآية : 144 – (7) الإتقان , 1/35 – سورة الأنعام , الآية : 35 ؛ سورة الأنفال , الاية : 31 ؛ سورة المؤمنون , الآية 83 ؛ سورة النحل , الآية : 27 – (2) سورة الإسراء الآية : 88 ( 3) سورة المؤمنون , الآية : 12 (4) سورة المؤمنون , الآية : 13 – (5) سورة المؤمنون , الآية : 14 – (6) سورة المؤمنون , الآية : 14 – (7) السيرة الحلبية , 3/ 90 – (8) سورة يونس ’ الآية : 38 – (9) سورة الإسراء , الآية : 88 –
* من كتاب الشخصية المحمدية للكاتب معروف الرصافي 

onsdag 13 februari 2019




50 وهماً للإيمان بالله
غاي هاريسون
ترجمة إبراهيم جركس

الوهم السادس: الإلحاد مجرّد ديانة أخرى

((إذا كان الإلحاد دين، فالصلع هو لون من ألوان الشعر)) [مارك شنيتزيوش]
((إذا كان الإلحاد دين، فالصحة مرض)) [إبراهيم جركس]

بعض المؤمنين يهاجمون الإلحاد ويتّهمونه بأنّه مجرّد ديانة أخرى. إذ يقولون أنّ الإلحاد يتطلّب إيماناً مثله مثل أي ديانة تقليدية أخرى. ((فعدم الإيمان بالله يتطلّب إيماناَ أكبر ممّا يتطلّبه الإيمان به))، وهذا اقتباس شائع ممّا يقولونه. يزعم بعض المؤمنين حتى أنّ الملحدين يعبدون البشر وينظرون للعلم كديانتهم الخاصة.
هذه مزاعم غريبة جداً لكن للأسف هي مزاعم شائعة ومنتشرة. لقد قرأئها عدّة مرات. من الواضح أنّ بعض المؤمنون يجدون صعوبة في إدراك حقيقة وجود بشر غير مقتنعين بوجود أياً من الآلهة. أغرب شيء في وصف الإلحاد بأنّه دين هو أنّ بعض الأشخاص المتدينين يقولون ذلك وكأنّها إهانة. أنا أعلم أنّهم لا يعنونها بهذا الشكل، لكنها تبدو كذلك: ((أنتم معشر الملحدين سخفاء مثلنا تماماً)) إضافةً إلى أنّ المؤمنون بحاجة لأن يكونوا مدركين أنّ القول عن الإلحاد بأنّه ديانة أخرى لا يقدّم أي مساعدة في مسألة وجود الله أو عدمه. بغضّ النظر عمّا يكونه الملحدون أو لا يكونوه فإنّه لا يتعلّق البتّة بوجود الآلهة أو عدم وجودها. لذلك، نعت الإلحاد بأنّه مجرّد دين ليس تبريراً للإيمان بالله. بالمناسبة، لا يوجد ملحد واحد يعتبر تشارلز داروين، كارل ساغان، أو أي عالم آخر إلهاً. فإنّ فعلوا ذلك، عندئذٍ لا يجب اعتبارهم ملحدين. بل سيكونون مؤمنين.
أنا أشكّ أنّ أغلب البشر الذين يؤمنون بالله متحمّسون لتسمية الإلحاد "ديناً" لأنّ النظر إليه بهذا الشكل يسهّل لهم التعامل معه ويجعله مريحاً أكثر بالنسبة لهم. ثمّ يصبح نظاماً اعتقادياً أكثر منافسةً لهم، ويصبح صرفه أسهل كغلطة وتجاهله كالبقية. لكنّ الإلحاد يكون أكثر تحدياً عندما يقف أمام المؤمنين بحقيقته الناصعة: غياب أو انعدام الإيمان بالله أو الآلهة. الإلحاد ليس ديناً، أو منظمة، أو نادي، أو فلسفة، أو أسلوب حياة، أو قبيلة، أو عرق، أو إثنية، أو فريق. الإلحاد هو غياب الإيمان بالله. هذا كل ما في الأمر. حتى أني لا أعني بالضرورة أنّ التيقنّ من عدم وجود الآلهة. كل ما في الأمر أنّ معناه يتضمّن بأنه هو أو هي لا يؤمنان بالله.
بعض المؤمنون يقولون لي أنّ الملحدين يظنّون أنّهم أناس أذكى وأفضل من المؤمنين. لسوء الحظ، على الأرجح أنّ هناك بعض الملحدين ممّن يعتقدون ذلك. لكّن افتراض أنّ غير المؤمنين متفوّقون على المؤمنين افتراض غير صحيح. نعم، إنّ المجتمعات الأقل تديّناً تميل لأنّ تكون أكثر سلاماً و التزاماً بالقوانين وطواعية لها من المجتمعات المتدينة (كندا/الولايات المتحدة، فرنسا/الباكستان، السويد/ نيجيريا، على سبيل المثال لا الحصر). نعم، هناك دراسات تظهر هبوطاً في النظام الاعتقادي مع ارتفاع مستوى التعليم. لكن أي فرد ملحد لا على التعيين قد لا يكون متفوّقاً أخلاقياً وفكرياً على شخص مؤمن بالضرورة. أنا أفهم لماذا بعض الملحدين قد يشعرون بوخز التفوق عندما يشاهدون صوراً في الأخبار لمسلمون شيعة مضرّجون بالدماء يضربون أجسادهم بالسلاسل ويجرحون أنفسهم بالسكاكين وهم ينشدون وينوحون، الهندوس وهم يطعنون خدودهم بمناقير سمك السيف وأشياء حادّة أخرى خلال احتفال ديني، والمسيحيون يسمحون للمسامير بالدخول في أجسادهم في تقليد لعملية الصلب اليسوعية. لكنّ الملحد سيكون مخطأً بالكامل إذا افترض تفوّقه الخلّبي فقط على عدم الإيمان بالله. فالذكاء والأخلاق على المستوى الفردي لا يمكن التنبؤ بها اعتماداً فقط على وجود أو غياب الإيمان. هناك اختلاف وفرق أكثر من اللازم للتعميم. فالإيمان مجرّد مكوّن واحد فقط من الوصفة المعقّدة التي تكوّن حياة الفرد.
عندما يتّهم المؤمنون الإلحاد بأنّه "مجرّد ديانة أخرى" أنا أطلب منهم أن يقولوا لي ما هو الدين. إذا أردنا العدل والإنصاف، إنّه شيء تعريفه غير سهل البتّة. علماء الأنثروبولوجيا يعرفون الكثير عن العديد من المعتقدات والطقوس لدى أغلب الثقافات وبشكل أفضل من أن يجعلهم يضعون تعريفاً ضيّقاً للدين لأنّه حتما سيكون له العديد من الاستثناءات. لذلك ينتهون إلى تعريف للدين أكثر تحرراً. عادةً يقول الأنثروبولوجيون أنّ الأديان عبارة عن سلوك وأفكار تعتبر جزءاً رئيسياً وحيوياً من الثقافة. قد يكون المؤمنون محقين بوجود تعريف ضعيف وهزيل كهذا. قد يكون الإلحاد فعلاً مجرد دين آخر. لكنّ نادي الفلك وفريق الشطرنج وأمور أخرى يمكن أن تعتبر كديانة حسب هذا المقياس. هناك عدد قليل من غير الأنثروبولوجيين يعرفون مدى التجارب الدينية المختلفة والموجودة في يومنا هذا، وفي الماضي. من المثير للاستغراب المدى الذي نصبح فيه منتجين عندما يتعلّق الأمر بالآلهة والديانات. لقد خلق البشر ملايين الديانات وزعمّوا بثقة عمياء وجود أعداد لا تحصى من الآلهة، كثيرة جداً لدرجة أنّنا لا نستطيع حتى وضع تعريف للدين بشكل جيد لأنّ كل تعريف يهدّد إيمان أحد ما وإخراجه من دائرة الوجود.
إذن، هل الإلحاد ديانة؟ لا، إنه ليس كذلك، على الأقل ليس حسب التعريف الذي يستخدمه الناس من خارج دائرة علم الأنثروبولوجيا. فبالنسبة لأغلب الناس إنّ الدين يتضمّن الاعتقاد بالله والإيمان به أمّا الإلحاد فهو، بالتعريف، على النقيض تماماً. الإلحاد هو غياب الإيمان بالله أو الآلهة. أغلب الملحدين لا يبدون حماسة لفكرة تنظيم أنفسهم داخل منظمة تقوم أساساً على غياب الإيمان عندهم. أنا أشكّ أنّه بالنسبة للعديد من الملحدين، فعدم الإيمان بالله لا يشكّل قلقاً مصيرياً لحياتهم. ربما قد تكون لديهم أمور وأشياء أخرى تقلقهم وتشغلهم أكثر من مجرّد الجلوس ومناقشة لا احتمالية وجود ثور أو أودين. على سبيل المثال، ربّما سأدرج قائمة بعشرين أو ثلاثين صفة شخصية قبل أن أصل إلى صفة بأني ملحد. قد أهتم بالطريقة التي يؤثر بها الإيمان الديني على العالم وقد أكتب عن ذلك، لكني لا أشعر بحاجة للانشغال يكوني ملحداً في كل يوم. الأمر بسيط ولا يحتاج إلى أكثر من ذلك. فأنا منشغلٌ أمثر في كوني أب، زوج، صديق، وكاتب أكثر بكثير من انشغالي بكوني ملحداً. هناك الكثير من الأمور في الحياة للقيام بها بدلاً من الانغماس إلى حدّ الهوس بما لا تؤمن به.
بعض المؤمنون يعتقدون أنّ الملحدين يحبون العلم كثيراً. وبعضهم اتهمني بجعل العلم ديني. بعض الملحدين _وليس جميعهم_ قد يكنّون احتراماً وتقديراً كبيرين للعلم لكن هذا لا يعني أنّهم يعبدونه أو يؤمنون بالضرورة أنّه المصدر الأخير والنهائي للحكمة والهداية. فالعلم بالنسبة لي يمثّل المنهج الأفضل والأصحّ لمعرفة العالم وطبيعة الأشياء التي حولنا. هذا كل ما في الأمر. الله بالنسبة لي ليس إلهاً بديلاً، كما يهاجم بعض المؤمنين. فالعلم قدّم لنا أيضاً النابالم والقنبلة الهيدروجينية لذلك فهة بالنسبة لي ليس مصدراً نهائياً ومطلقاً للخير بل قد ينتج عنه بعض الشر. أنا لا أتطلّع إلى العلم لأعثر على معنى شخصي لحياتي. إنّه ليس غايتي القصوى ومذهبي. بل إنّه أداة موضوعية. أنّا أعتقد أنّه أداة ملهمة، لا تقدّر بثمن، ولا بديل لنا عنها، لكنّها مجردّ أداة في النهاية.
الملحدون لا يعبدون البشر على أنّهم آلهة، خلافاً لما يعتقده أغلب المؤمنون. هذه الفكرة الغريبة قد جاءت نتيجة رد فعل المؤمنين تجاه النزعة الإنسانوية العلمانية Secular Humanism. هذه النزعة هي فلسفة وضعية تبشّر بالعقل والأخلاق. ليس فيها أي مكان للغيب والماوراء، ربما لأنّه لم يتمّ حتى الآن إثبات واقعية أيًا من الظواهر الماورائية التي حدثت على مرّ التاريخ. بعض المؤمنون يعارضون بشراسة الإنسانوية العلمانية، قائلين عنها أنّها شرّ مستطير يتهدّد العالم. الوعّاظ والمبشّرون على كافة المحطّات المسيحية يهاجمونها باستمرار وبشكل روتيني. بعض المؤمنين يطلقون مزاعم تحريضية على عواهنها وهي أنّ هتلر وستالين كانا إنسانويين وأنك ستحصل على مجرم حرب وجزّار عندما يعتنق الناس النزعة الإنسانوية العلمانية. أنا أرى أنّ كل هذا الخوف والرعب تجاه النزعة الإنسانوية غريب جداً حيث أنّ الجمعية الأمريكية الإنسانوية تعرّفها على الشكل التالي: ((الإنسانوية هي نمط حياة تقدّمي، من دون غيب أو ماوراء، تؤكّد قدرتنا ومسؤوليتنا على عيش حياة أخلاقية ممتلئة شخصياً وتتطلّع نحو الخير الأعم والمصلحة العامة للبشرية جمعاء)).
كيف يمكن لهذا النمط من التفكير أن يشكّل تهديداً للناس الصالحين على سطح الأرض؟ هنا أورد بعض المبادئ الأساسية التي أقرّها مجلس المجمّع الإنسانوي العلماني:
 نحن ملتزمون بتطبيق قواعد العقل والعلم وقوانينهما على فهمنا للكون والعالم من حولنا ولحلّ مشاكل البشرية.
 نحن نستنكر الجهود المبذولة للحطّ من قيمة الذكاء الإنساني، والبحث عن تفسير للعالم ضمن أطر غيبية وما ورائية، والنظر خارج الطبيعة للخلاص.
 نحن نؤمن أنّ الاكتشاف العلمي والتكنولوجيا يمكن أن يساهما في تحسين وضع الإنسان وظروفه في العالم.
 نحن نؤمن بالمجتمع المفتوح والمتعدد وأنّ الديمقراطية هي الضامن الأوحد لحقوق الإنسان وحمايتها من طغيان النخب الاستبدادية والأغلبيات القمعية.
 نحن مهتمّون بضمان العدالة الإنصاف في المجتمع مع القضاء على التمييز والتعصّب.
 نحن نسعى لتجاوز الفوارق والآفاق الضيقّة القائمة على العرق، الدين، الجنس، القومية، المذهب، الفئة، الميول الجنسية، أو الإثنية، والحث على التعاون والعمل سويةً من أجل مصلحة الإنسانية جمعاء.
 نحن نريد حماية كوكب الأرض وتحسينه، لحماية أجيال المستقبل، ولتفادي تعرّض الأنواع الأجناس الأخرى لمعاناة غير ضرورية.
 نحن نؤمن بأنّ الإنسان يجب أن يتمتّع بحياته الآن هنا على الأرض وتحسين ميولنا الإبداعية إلى أقصى حد.
 نحن نؤمن بضرورة غرس البراعة الأخلاقية عند الإنسان.
 نحن نحترم حق الخصوصية. فالبالغون الناضجون يجب أن يكون لديهم مجال كافٍ لتحقيق تطلّعاتهم، للتعبير عن ميولهم الجنسية، لممارسة حريتهم التناسلية، أن يتمتّعوا بوصول كامل إلى الرعاية الصحية الشاملة، وللموت بكرامة.
 نحن نؤمن باللباقة الأخلاقية المشتركة: الإيثار، النزاهة، الصدق، المصداقية، والمسؤولية. أخلاق الإنسانوي عبارة عن إرشاد مطيع، انتقادي وعقلاني. هناك معايير نموذجية نكتشفها معاً. المبادئ الأخلاقية تقاس حسب النتائج المترتبة عنها.
 نحن مهتمّون بشكل عميق بالتربية الأخلاقية للأولاد ومعنيّون بها حقاً. نحن نسعى لتغذية العقل والفكر والعاطفة.
 انشغالنا بالفنون واهتمامنا بها لا يقل عن اهتمامنا بالعلوم.
 نحن مواطنون كونيون نحيا داخل هذا الكون العظيم ومعجبون بالاكتشافات التي ما زلنا نحققها حتى الآن في هذا الكون.
 نحن شكاكون تجاه المزاعم والادعاءات المعرفية التي لم يتمّ اختبارها وتجربتها، ونحن منفتحون تجاه الأفكار الكبيرة ونسعى لإيجاد مخارج جديدة في تفكيرنا.
 نحن نؤمن بالتفاؤل بدلاً من التشاؤم، بالأمل بدلاً من اليأس، بالتعلّم بدلاً من الدوغما، بالحقيقة بدلاً من الجهل، بالمتعة بدلاً من الذنب أو الخطيئة، بالتسامح بدلاً من الخوف، بالحب بدلاً من الكراهية، بالتعاطف بدلاً من الأنانية، بالجمال بدلاً من القبح، والعقل بدلاً من الإيمان والاعتقاد الأعمى أو اللاعقلانية الجوفاء.
 نحن نؤمن في الإدراك الأفضل والأكمل لمقدراتنا وإمكاناتنا كجنس بشري. [موقع مجلس الجمعية الإنسانوية العلمانية الإلكتروني]
لماذا سيرفض أي إنسان هذه المبادئ؟ هل يستطيع أي إنسان بكامل قواه العقلية أن يقول عن هذه المبادئ أنّها سيئة وعن المدافعين عنها بأنهم سيئون؟ أنا أعرف الجدل الدائر ضدّ جميع الأمور الغيبية والماورائية والتي تسبب قلقاً للمؤمنين لكني أتمنى أن يتمكّنون على الأقل أن ينظروا إلى هذا الأمر على أنّه أمر إيجابي وطبيعي. ألا تقدّم لنا مثل هذه المبادئ الفرصة لتحسين عالمنا، فرصة أفضل بكثير من قانون الشريعة أو قوانين العهد القديم، على سبيل المثال لا الحصر؟
سواء قال عنهم الناس أنّهم أتبع ديانة أم لا، أليس من الواضح أنّ الناس الذين يحثّون على ((التفاؤل بدلاً من التشاؤم... الأمل بدلاً من اليأس... التعلّم بدلاً من الدوغما... الحقيقة بدلاً من الجهل... المتعة بدلاً من الذنب أو الخطيئة... التسامح بدلاً من الخوف... الحب بدلاً من الكراهية... التعاطف بدلاً من الأنانية، بالجمال بدلاً من القبح... والعقل بدلاً من الإيمان والاعتقاد الأعمى أو اللاعقلانية الجوفاء.)) يقفون في الجانب الصحيح للتقدّم الإنساني؟ في حين أني لست منتسباً إلى أي جمعية أو منظمة إنسانوية من أي نوع، أنا فخور بالقول بأني أتفق مع موقفهم العام تجاه الحياة وأهدافهم لعالمنا. لا يبدو أنّهم جماعة من الأشخاص الذين سيطيرون بطياراتهم مباشرة نحو الأبنية أو يحرقون الناس على الوتد وهم أحياء لأنّهم يفكرّون بشكل مختلف عنهم. يبدو أنهم من أولئك الناس الذين أحبّ جوارهم ومرافقتهم.
بما أني عملت في هذا الفصل لأبيّن بأنّ الإلحاد ليس معتقد ديني، فسأعترف الآن بأني أمتلك اعتقاداً سرياً وخاصاً نوعاً ما عن الآلهة ونادراً ما أتحّدث عنه. فالأمر محرج بعض الشيء لي لأنه أشبه ما يكون بالاعتقاد الديني. ليس بإمكاني دعمه بأي دليل أو برهان قاطع أو حجّة مفحمة لكنه موجود لدي يرنّ في رأسي باستمرار:
(((((((أنا أعتقد بعدم وجود آلهة من أي نوع)))))))
ها قد قلتها. أنا مؤمن أيضاً، نوعاً ما. لا أستطيع إثبات صحّة إيماني وأنا أصرّح بحرية بأنّني قد أكون مخطئاً. فأنا سأغيّر رأيي بسرور إذا ثبت بأنه خاطئ. بأيّة حال، اعتماداً على ما أعرفه عن القدرة الإبداعية للعقل البشري والغياب الكامل للدليل القاطع أو الحجة القوية لدعم المزاعم حول مسألة وجود الله أو الآلهة، لكن لا يسعني سوى "الاعتقاد" بأنّ الآلهة هي من اختراع البشر وغير موجودة. أنا لست على يقين من ذلك ولا يمكنني إثبات ذلك لكني أعتقد بذلك. أنا لدي حدس يقول لي أنه لو كانت الآلهة حقيقية فلابد أن يتوصّل أحد ما إلى دليل أو على الأقل حجة قوية ومقنعة لإثبات وجودها. لكن بالمقابل لقد اكتشفنا حفريات تبلغ من العمر ثلاث مليارات عام ورأينا مجرات باتت معروفة تبعد عنا مليارات السنوات الضوئية. طبعاً كنا سنعثر على دليل أو أثر من نوع ما للآلهة إذا كانت موجودة فعلاً. لكننا لم نعثر على أي أثر حتى الآن، لذلك أجد نفسي معتقداً بعدم وجودها.
هذا الاعتقاد المتواضع ليس ديني، فأنا لا أتبع أي دين
************************************
مراجع الفصل السادس
"The Affirmations of Humanism: A Statement of Principles." The Council for Secular Humanism. http://www.secularhumanism.org/index.php?section=main&page=affirmations.
Dawkins, Richard. A Devil s Chaplain. New York: Houghton Mifflin, 2003.
Robinson, B. A. "Definitions of the Word `Religion." Ontario Consultants on Religious Tolerance, Religious Tolerance.org. http://www.religious tolerance.org/rel-defn.html
Smith, George H. Atheism: The Case Against God. Amherst, NY: Prometheus Books, 1989.
Wilson, Edward O. Consilience: The Unity of Knowledge. New York: Vintage Books, 1999.

fredag 8 februari 2019



طريف سردست

بين الاعتقاد والمعرفة، وجهة نظر.
من المعلوم لغويا ان الاعتقاد مرادف للظن. وفي القرآن: ان الظن لايغني عن الحق شيئا. وبالطبع من حق الجميع الظن والاعتقاد بما يريح قلوبهم. غير ان ذلك لايعني ان هناك ظن اكثر "حقا" من ظن اخر، فكل الظنون والاعتقادات سواء ، طالما انها لاتملك برهان لايقبل الشك او الطعن وقابل للتحقق وإعادة التحقق، بحيث تنتهي " العقيدة" ان تكون عقيدة وتتحول الى معرفة.
المرء يربى على عقيدته الظنية منذ طفولته قبل ان يتعلم التحليل المنطقي ولذلك نرى الناس، على اختلاف مللها، تتعايش مع خوارقها الدينية بدون ان تعرضها لإعادة تقييم منطقي. على العكس تقوم الناس بأعادة صياغة المنطق ليقبل الخوارق ويبررها ويجعلها اعجازات، كل ذلك من اجل الراحة النفسية والطمأنينة التي يقدمها البقاء على الاعتقاد امام سوط عقدة الشعور بالذنب وانواع التهديدات الاخرى التي يرضعها منذ صغره.
المعرفة هي التحدي الذي يطرحه العصر الراهن امام مجتمعاتنا، فهل يمكننا الانتقال الى عصر المعرفة، القائمة على المنهج العلمي والمعطيات الموضوعية، بعيدا عن الظن؟
بالطبع انه تحدي ليس سهل لمجتمع تعتبر العقيدة هي المسار الطبيعي لنمط تفكيره. غير انه يمكننا ان نفصل بين اعتقادنا الذي يريح قلوبنا، فنبقي عليه في القلب، في حين نعلم عقولنا على ممارسة المنهج العلمي للوصول الى المعرفة القابلة للبرهان.
يستطيع الانسان طرح فقط مايمكنه البرهان عليه، في حين يصمت عما لايمكن البرهان عليه. ذلك لايجوز ان يعني، بالضرورة، انه اصبح بلا اعتقاد، ولكنه اعتقاد لنفسه في علاقاته الروحية مع مايؤمن به من قوى عليا، يخصه وحده، لانه اعتقاد لاقيمة معرفية له يمكن اعتمادها بدون دليل، ولايمكن ان يكون اعتقاده مميز بالمقارنة مع بقية الاعتقادات، انه مجرد موروث لا اكثر.. لو ولد اي منكم في الصين لكان الان بوذي على الارجح.