fredag 8 februari 2019



طريف سردست

بين الاعتقاد والمعرفة، وجهة نظر.
من المعلوم لغويا ان الاعتقاد مرادف للظن. وفي القرآن: ان الظن لايغني عن الحق شيئا. وبالطبع من حق الجميع الظن والاعتقاد بما يريح قلوبهم. غير ان ذلك لايعني ان هناك ظن اكثر "حقا" من ظن اخر، فكل الظنون والاعتقادات سواء ، طالما انها لاتملك برهان لايقبل الشك او الطعن وقابل للتحقق وإعادة التحقق، بحيث تنتهي " العقيدة" ان تكون عقيدة وتتحول الى معرفة.
المرء يربى على عقيدته الظنية منذ طفولته قبل ان يتعلم التحليل المنطقي ولذلك نرى الناس، على اختلاف مللها، تتعايش مع خوارقها الدينية بدون ان تعرضها لإعادة تقييم منطقي. على العكس تقوم الناس بأعادة صياغة المنطق ليقبل الخوارق ويبررها ويجعلها اعجازات، كل ذلك من اجل الراحة النفسية والطمأنينة التي يقدمها البقاء على الاعتقاد امام سوط عقدة الشعور بالذنب وانواع التهديدات الاخرى التي يرضعها منذ صغره.
المعرفة هي التحدي الذي يطرحه العصر الراهن امام مجتمعاتنا، فهل يمكننا الانتقال الى عصر المعرفة، القائمة على المنهج العلمي والمعطيات الموضوعية، بعيدا عن الظن؟
بالطبع انه تحدي ليس سهل لمجتمع تعتبر العقيدة هي المسار الطبيعي لنمط تفكيره. غير انه يمكننا ان نفصل بين اعتقادنا الذي يريح قلوبنا، فنبقي عليه في القلب، في حين نعلم عقولنا على ممارسة المنهج العلمي للوصول الى المعرفة القابلة للبرهان.
يستطيع الانسان طرح فقط مايمكنه البرهان عليه، في حين يصمت عما لايمكن البرهان عليه. ذلك لايجوز ان يعني، بالضرورة، انه اصبح بلا اعتقاد، ولكنه اعتقاد لنفسه في علاقاته الروحية مع مايؤمن به من قوى عليا، يخصه وحده، لانه اعتقاد لاقيمة معرفية له يمكن اعتمادها بدون دليل، ولايمكن ان يكون اعتقاده مميز بالمقارنة مع بقية الاعتقادات، انه مجرد موروث لا اكثر.. لو ولد اي منكم في الصين لكان الان بوذي على الارجح.

Inga kommentarer:

Skicka en kommentar