torsdag 28 februari 2019



طريف سردست

انطوني فلو وحقيقة تحوله الى الايمان

انطوني فلو فيلسوف بريطاني، ينتمي الى المدرسة التحليلية، ولد عام 1923 وتوفي عام 2010، في مستشفى Extended Care Facility مصابا بالخرف [18][19]. كان فلو مشهورا بكونه فيلسوف يؤكد على ان المرء يجب أن يكون ملحد حتى يتم إكتشاف الدليل على وجود إله[22].
في كتابه Presumption for ateism(1984), آشار الى ان الاصل، أن على المرء البقاء على الالحاد طالما ان البرهان العلمي مفقود.
غير ان شهرته عند الاسلاميين نشأت بعدما ظهرت لديه افكار تدل على " الاعتقاد" بقوة عليا.
مع انه في مقابلة عام 2004 قال:" انا اعتقد بوجود اله يختلف كثيرا عن الاله المسيحي وبعيدا نهائيا عن الاله الاسلامي ، لكون كلاهما يجري تصويرهما كقوة فائقة كديكتاتور شرقي، مثل صدام حسين كوني [40]".
Ateistisk filosof, 81, som nu tror på Gud Richard N. Östling. Associated Press, 10 december 2004.
في عام 2003 وقع على " الاعلان الانساني الثالث" وفي عام 2004 اعلن أيمانه بالربوبية [6] وبالذات اعتقاده بوجود إله من نمط إله ارسطو.

عندما بلغ من العمر 81 سنة، وبالذات في عام 2007 اصدر كتابه الشهير" "There is a God - how the world's most notorious atheist changed his mind". وقد اعترف " فلو" أن Roy Abraham Varghese هو الذي قام بالاعمال الفعلية في كتابة الكتاب، بسبب كبر عمر" فلو" [9].

بالنسبة لفلو كانت الحجة الرئيسية التي جعلته يغير افكاره ان العلم، في عهده، لم يتمكن من تفسير كيفية نشوء الحمض النووي والحياة. لذلك اعتقد ان التفسير يمكن ان يكون في نظرية " المصمم الذكي". وقد تأثر "فلو" بفلسفة آلفين بلانتينغا وريتشارد سوينبومه (Alvin Plantinga and Richard Swinburne ).

ان ماكتبه " فلو" في سنواته الاخيرة كان اعترافا بأن الكون نتيجة " تصميم ذكي" ولكن، لكونه لم يقصد وجود إله، بالمعنى الديني للكلمة، اطلق عليه البعض تعبير المؤمن " بالربوبية" deism، اي بوجود قوة عليا خارقة، واعية، ولكنها لم ترسل اي دين ولم تتدخل في الحياة على الارض، على العكس من اعتقادات اتباع الاله الابراهيمي.

وكان " فلو" كتب ان البراهين التي يقدمها اللاهوت لايمكنها الصمود لانها مبنية على " الاعتبار" الشخصي المسبق، والاعتقاد ان الاخلاق صادرة عن الاله الطيب [20]. بذلك يكون " فلو" مستمرا على رفض الاله الابراهيمي، بما فيه الاسلامي.

Ateism och deism
الالحاد باللغة العربية تعني ، في سياق موضوعنا، الاحادة عن الطريق المستقيم. يقول القرآن: { لسان الذي يلحدون إليه } اي الذين يحيدون اليه، { ومن يرد فيه بإلحاد بظلم } اي يحيد الى الظلم. ولذلك لايستقيم هذا المعنى مع ترجمة كلمة الاتيزم الانكليزية، والتي تعني لا الوهية. وفي الاساس تقوم الألوهية على رفض اي ادعاء بدون دليل قابل للتحقق. وهي عكس teism التي تعني الالوهية.
في حين ان كلمة deism تترجم للعربية بمعنى " ربوبية" وبقصد وجود قوة خارقة واعية فوق الكون، سبب ظهور الكون، ولكنها لاتتدخل في شؤون الكون ولم ترسل انبياء ورسل، ولم تتضع قواعد اخلاقية، وتركت الامور لتصرف القوانين الطبيعية، لايهمها ان يعبدها الانسان او يكفر بها.

يقول فلو أن معنى الالحاد لايجوز ان يكون ادعاء " ايجابي" ان الاله غير موجود، وانما " سلبي" بمعنى الانتظار في تقديم الدليل على الادعاء بالوجود [23]، انطلاقا من ان " البينة على من ادعى". وقد جرى تبني هذا المعنى للالحاد حسب الفيلسوف William Lane Craigs [26]

التحول الى الربوبية
في عام 2004 شارك " فلو" في بحوار مع زميله الفيلسوف Gary Habermas . وعلى الرغم من انه بقي يعتبر نفسه على الالحاد، إلا انه آشار الى وجود "بضعة اسئلة" تحتاج الى اعادة النظر الجدي فيها[38].

في مقابلة نشرت ديسمبر من عام 2004، عندما كان عمره 81، اعلن " فلو" انه اصبح ربوبي [39]. في المقال آشار الى انه يؤمن بالربوبية من نوع مايؤمن به توجماس جيفرسون Thomas Jefferson " من حيث اننا نصل الى وجود مصمم عن طريق الحجة، لايوجد اي مجال للقول بوجود عجائب او آيات مافوق الخارقة تدل على هذا الاله بالعلاقة بين هذا الاله والانسان الفرد" [39].

على الاخص كان " فلو" ضد الشكل الاسلامي للأولوهية وقال :" عندما يتعلق الامر بالاسلام، فأن الافضل، حسب رأيي، هو وصفه بالطريقة الماركسية كأيديولوجية إنشاء الامبريالية العربية وايديولوجية التبرير. بين العهد الجديد والقرآن لاتوجد اي مقارنة. يمكن العثور على سوق لقراءة الانجيل، ولكن قراءة القرآن اقرب ان تكون عقوبة منها ان تكون متعة. لايوجد اي نظام او تسلسل منطقي في هذا الكتاب. جميع السور منظمة حسب طولها، الطويلة اولا. ولكون القرآن مؤلف من جمع اجزاء (ايات) وهي ايات جرى ارسالها الى الرسول محمد من الملاك جبرائيل باللغة العربية الفصحى، في فترات كثيرة ومتفرقة، فأن من الصعب رؤية اي مبدأ يضبط منظومة القرآن"[39].
المصدر: Antony Flew och Gary Habermas - Min pilgrimsfärd från ateismen till teismen - Philosophia Christi, det evangeliska filosofiska samhällets journal, vinter 2004
ويقول ايضا:" القرآن يتطلب الايمان تتبعه الطاعة المطلقة. هذا اجراء مضمون لخلق الرعب، لخلق ارهاب عدم الرضى اكثر منه لخلق الحب".
المصدر: Antony Flew - Min Pilgrimsfärd från Ateism till Theism - Libertarian Alliance, 1995
ويضاف الى ذلك مقولته عن اله الاسلام الديكتاتوري والذي شبهه بصدام حسين كوني، كما جاء اعلاه.

في عام 2004، وقبل مقابلة ديسمبر، قال " فلو" في الرسالة التي ارسلها الى Richard Carrier والتي اعلن فيها انه ربوبي:" انا اعتقد اننا نحتاج الى مناقشة للتفريق بين اله ارسطو وسبينوزا وبين اله المسيحيين والمسلمين". . كما قال:" حجتي الوحيدة، الوحيدة، [على وجود اله ارسطو] هي وضوح إستحالة وجود سبب طبيعي لنشوء حمض الد ن آ في الكائن المتكاثر الاول" [41].
وأضاف:" ان السؤال الفلسفي الذي لم يجري الاجابة عنه، في الابحاث عن نشأة الحياة ، هو : كيف يمكن لكون مؤلف من مواد غير مفكرة ان ينتج كائنات لديها هدف، قادرة على اعادة انتاج نفسها، وتقوم على كيمياء مشفر؟ هنا الامر لايتعلق بالبيلوجيا الحيوية وانما وانما معضلة في مجال اخر تماما" [43].

بعد بضعة اشهر، عندما سأله Duncan Crary ، من شبكة الاخبار الانسانية، إذا كان لازال يقف الى جانب الحجج المنشورة عن الالحاد، اجاب بنعم، ولكنه ايضا اعلن سعادته بكونه ربوبي:" انا سعيد ان اؤمن بإله سلبي وغير رسمي". وعندما سُئل عما إذا كان يتفق مع اخر ماطرحه العلم واللاهوت اجاب:"لا ، على الاطلاق"، ونفى الاشاعات في انه تحول الى المسيحية [42].

في 29 ديسمبر عام 2004، سحب فلو إدعائه ان الاله او قوة خارقة هي التفسير الوحيد لنشوء الحياة المعقدة. يقول:" انا ارى الان اني جعلت نفسي ابدو كاحمق عندما اعتقدت انه لايمكن ان توجد نظرية عن إمكانية نشوء الحياة من مواد غير حية". كما أنه لام Richard Dawkins على انه هو الذي جعله يتيه لكونه:" ابدا لم يشر الى وجود اي بحث يملك آفاق لوضع نظرية عن إمكانية نشوء الحياة من مواد غير حية" [41].

وقد قام الفليلسوف Raymond Bradley, بكتابة انتقاد مفتوح لما توصل اليه فلو، عام 2005، متهما اياه بأنه واقع تحت تأثير عالم الفيزياء المؤمن Gerald Schroeder .

حول كتاب " هناك إله"
في عام 2007 نشر " فلو" كتاب باسم " There is a God", واشير به الى انه بالمشاركة مع الكاتب Roy Abraham Varghese. بعد فترة قصيرة من نشر الكتاب ظهر في جريدة نيويورك تايمز مقال للمؤرخ المؤمن Mark Oppenheimer, يقول فيه ان الكتاب كتبه فارغهيس وليس " فلو"، حيث ان الثاني كان في وضع صحي سبب هبوط قواه العقلية، جعله لايتذكر كلمات مفتاحية ولا الافكار والاحداث المذكورة في الكتاب [8]. الكتاب يمدح الكثير من الفلاسفة مثل براين ليفتون، جون ليسليه، باول دافيس، ولكن " فلو" لم ينجح في تذكر مضمون كتابه في لقاء Oppenheimers intervju.

في مقالة ثانية كتبها Anthony Gottlieb آشار الى مؤشرات قوية على ان الكتاب كتب بقناعات فارغهيس أكثر منها " فلو" فالكتاب " ابعد من ان يقوي الادلة على وجود إله، وبالاحرى يضعف ويهمش انطوني فلو" [53].
صحيح ان فلو نفسه نفى هذه الاتهامات واصر على ان الكتاب له ويعبر عنه مئة بالمئة [58]، على الرغم من انه لم يتذكر الكثير من القضايا التي تناولها الكتاب، إلا أن فلو مات بعد ثلاثة سنوات، عن عمر 87 سنة، في مستشفى لمعالجة مرض الخرف.

Inga kommentarer:

Skicka en kommentar