هنا
استعراض لبعض ادلة الفلاسفة
على ان العالم ازلي
قديم وليس مخلوق.
الاثبات الاول
قال بروكلوس : بأي باعث صمم الإله على الخلق، بعد الصمت الذي ظل فيه منذ الأزل، إلى بدئه في الخلق؟ هل لأنه رأى أن هذا هو الأفضل؟ إن كان الأمر بالإيجاب، فهو إما كان يعلم هذا الفضل أو لا يعلمه. فإن كان لا يعلمه فعدم العلم لا يتفق مع الألوهية. وإن كان يعلمه، فلماذا لم يبدأه قبل ذلك العهد؟
وقال ابن سينا ما ملخصه : الله إما كان كافياً لإيجاد العالم، أو غير كافٍ له. فإن كان غير كافٍ له، فلماذا أوجده في زمن دون آخر؟ هل كان عاجزاً ثم صار قادراً؟ هذا محال! أم هل كان العالم مستعصياً عليه، فلم تتعلق القدرة بإحداثه، ثم صار ممكناً، فتعلقت القدرة بإحداثه؟ هذا محال! أم هل كان حدوث العالم قبلاً عبثاً، فلم تتعلق القدرة بإحداثه، ثم صار حدوثه ذا غرض وحكمة فتعلقت القدرة بإحداثه بعد ذلك؟ هذا محال، لأن العلة واحدة، والأوقات متساوية. أم هل لم تكن آلة للإحداث، فلم تتعلق القدرة بالإحداث، ثم وُجدت الآلة فتعلّقت القدرة به بعد ذلك؟ هذا محال! أم هل لم تكن إرادة من القديم لإحداث العالم، فلم تتعلق قدرته بإحداثه، ثم صار ذا إرادة، فتعلقت قدرته به بعد ذلك؟ هذا محال، لأن الإرادة تكون في هذه الحالة حادثة. والخلاصة إن خلق العالم في زمن دون آخر، مرجح بلا ترجيح، ولذلك فالعالم أزلي .
وقالت الأشاعرة في الرد على ابن سينا : للقديم إرادة قديمة، اقتضت أزلاً حدوث العالم في الوقت الذي حدث فيه. فلم يحدث قبل ذلك، لأنه لم يكن مراداً بالإرادة القديمة. فذلك الاقتضاء القديم هو المرجح. لأن من إرادة الباري الترجيح، ولها أن تختار . وقالت المعتزلة : خلق العالم في وقت دون آخر، ليس لسبب يرجّحه بل لأمر يوجبه .
ويرد عليهم ابن سينا قائلاً : الإرادة القديمة باقتضائها القديم لا تصلح مرجحاً للحدوث في وقت دون آخر، لأن نسبة الإرادة القديمة إلى الحدوث في الوقت المشار إليه، وإلى الحدوث في وقت غيره سواء. فلماذا اقتضت الإرادة ورجحت حدوثه في الوقت الأول دون الثاني؟ إن ترجيح هذا على ذاك، أو ترجيح ذاك على هذا، نسبتهما إلى الإرادة إما سواء، أو لا. أما النفي فغير جائز، وإلا كان إحداث العالم إرغاماً لا اختياراً، وهذا باطل. وإن كانا سواء، فهل حدث أحدهما بدون ترجيح من الإرادة أو به؟ إن كان الأول لزم الترجيح بلا مرجح. وإن كان الثاني لزم التسلسل. وكلاهما باطل. ولذلك يكون العالم أزلياً . وقال أيضاً : القول بخلق العالم في زمن دون آخر يدل على أن الله يختار. والاختيار يؤدي إلى وجود كثرة في ذاته، لأنه يستلزم معرفةً توجب القصد أو ترجّحه. والتكثّر في الواجب محال . وأيضاً : القول بحدوث العالم يدل على أن الله كان غير تام الفاعلية أزلاً. وهذا ما لا يتوافق مع كماله التام .
الاثبات الثاني
قال أفلوطين : الواحد لا تصدر عنه أعماله بالإرادة بل بالضرورة. وما يصدر عن الواحد صدوراً ضرورياً، هو مثل ذاته. فالعالم أما أن يكون أزلياً، أو يكون مثل ذات الله. ولما انتفى أن يكون مثل ذاته، لذلك يكون أزلياً .
وقال الكسندر أوف هاليس : الواحد لا يصدر عنه إلا واحد فحسب. وبما أن العالم متعدد، إذاً فهو لم يصدر عن الله، بل إنه أزلي .
وقال شلينج : الفلسفة عاجزة عن تفسير خروج الكثرة المتنوعة من الواحد المطلق .
وقال ابن سينا : الموجود القائم بذاته لا يمكن إلا أن يكون واحداً من كل وجه، والواحد من كل وجه لا يصدر عنه إلا واحد، وإلا تعددت جهات ذلك الواحد بتعدّد ما يصدر عنه . فبناءً على منطق ابن سينا لا يكون العالم قد صدر عن الله، بل يكون أزلياً، لأن العالم متعدد النواحي.
الاثبات الثالث
قال ابن سينا ما ملخصه : القول بحدوث العالم يؤدي إلى استكمال الله بالغير. واستكمال الله بالغير يؤدي إلى وجود نقص فيه، والنقص بالنسبة لله محال. ولذلك يكون العالم أزلياً .
الاثبات الرابع
قال ابن سينا ما ملخصه : القول بخلق العالم يؤدي إلى دخول الله في علاقة بعد أن لم تكن له علاقة. وبما أن الله لايطرأ عليه تغيير ما، يكون العالم أزلياً .
الاثبات الخامس
قال أرسطو : إذا أحدث الله العالم، فإنما يُحدثه ليبقَى هو كما كان، أو يُحدثه لما هو أفضل، أو يُحدثه لما هو مفضول. وكل هذه أغراض بعيدة عما يُتصوَّر في حق الله، ولذلك يكون العالم أزلياً . وقال ابن سينا بهذا المعنى تقريباً : الفاعل لا يأتي عملاً إلا لفائدته الشخصية، أو لفائدة تعود على غيره، أو لأن الفعل حسن في ذاته. لكن الغرضين الثاني والثالث لا يدفعان وحدهما الفاعل على العمل إلا إذا كانت له مصلحة خاصة. وبما أن هذا الغرض لا يليق بالله، يكون العالم أزلياً .
من المناسب الاشارة الى ان بعض هؤلاء الفلاسفة كانوا من الفلاسفة الالهيين، مثل ابن سينا مثلا، فهو " في الظاهر" يؤمن بوجود خالق، وعلى الاغلب، لم يكن ليجرا على إعلان موقف اخر خوفا من القتل. إضافة الى ذلك فأن للفلسفة الالهية معنيان:
الاول الفلسفة الالهية بالمعنى الاعم وتعني دراسة الموجود بما هو موجود سواءاً آمن الدارس بوجود اله ام لم يؤمن.
الثاني الفلسفة الالهية بالمعنى الاخص وتعني دراسة وجود الاله وصفاته.
الاول يعني انه يجوز للملحد اوللمؤمن ان يكون فيلسوف الهي طالماً انه يبحث في الموجودات، كما انه يفصل بين مايؤمن به كمعتقد موروث وبين مايمكن البرهنة عليه عقليا وفلسفيا، ومن المؤسف ان هذه المنطلقات التبست على كثير من الدارسين، حتى اليوم خصوصا في مجال التطور، فخلطوا بينهما.
اما بالنسبة لابن سينا فهو يمكن ان يكون مؤمن بوجود الله ومؤمن بازلية العالم ويمكن تبرير ذلك كلامياً من خلال فصل الحدوث الى انواع.
المتكلمين يؤمنون بالحدوث الزماني اي ان العالم لم يكن موجوداً ثم وجد وعندهم مناط حاجة الوجود الى علة فاعلية هو الحدوث فتسمعهم يقولون "لكل حدث محدث"...الخ
وعندهم القدم الزماني او الازل الزماني يساوي وجوب الوجود اي ان كل قديم غير محتاج الى علة في وجوده.
الفلاسفة يسخرون من هذ الكلام إذ يقولون ان حدوث العالم هو امر لايمكن تصوره كما في الاعتراضات التي مرت عليك وان مناط الحاجة الى علة ليس هو الحدوث بل الامكان، فالعالم حادث ولكن ليس بالحدوث الزماني وانما بالحدوث الذاتي اي ان وجود الشيء مسبوق بعدم ذاتي اي ان الشيء اذا بلحاظ ذاته يكون غير موجود ولكن بلحاظ علته يكون موجوداً.
اي ان العالم مرتبط بالله ارتباط العلة بالمعلول او ارتباط الظل بصاحب الظل والعالم ممكن يعني العالم ماهية والماهية متساوية النسبة الى الوجود والعدم فلابد لها من مرجح يرجح وجودها لانه يمتنع الترجيح بلا مرجح وهذا المرجح هو الله.
وهذا الكلام الذي يذكره ابن سينا في تقسيمه للموجودات الى ممكنة وواجبة (الممكن كل ما له ماهية والواجب محصور بالله الذي لا ماهية له (بالمعنى الاخص)) مبني على اصالة الماهية يعني ان الموجود في الخارج هو ماهية الشيء وما الوجود الا ظرف وجود الشيء.
ولذلك ليس من الغريب ان يكفر فقهاء المسلمين الفلسفة والفلاسفة، بعد ان اعجزهم الرد عليهم :
يقول الشافعى حكم فى اهل الكلام ان يضربوا بالجريد والنعال وان يطاف بهم على الاسواق يقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة ، ويكفرهم ابن تيمية شيخ الاسلام فى نقض المنطق "نصيحة اهل الايمان فى الرد على منطق اليونان . وابن رشد اتهم بالالحاد وقراوا علية اتهامة وقالوا فية هناك اناس خلقهم الله للنار، اى الفلاسفة.
الاثبات الاول
قال بروكلوس : بأي باعث صمم الإله على الخلق، بعد الصمت الذي ظل فيه منذ الأزل، إلى بدئه في الخلق؟ هل لأنه رأى أن هذا هو الأفضل؟ إن كان الأمر بالإيجاب، فهو إما كان يعلم هذا الفضل أو لا يعلمه. فإن كان لا يعلمه فعدم العلم لا يتفق مع الألوهية. وإن كان يعلمه، فلماذا لم يبدأه قبل ذلك العهد؟
وقال ابن سينا ما ملخصه : الله إما كان كافياً لإيجاد العالم، أو غير كافٍ له. فإن كان غير كافٍ له، فلماذا أوجده في زمن دون آخر؟ هل كان عاجزاً ثم صار قادراً؟ هذا محال! أم هل كان العالم مستعصياً عليه، فلم تتعلق القدرة بإحداثه، ثم صار ممكناً، فتعلقت القدرة بإحداثه؟ هذا محال! أم هل كان حدوث العالم قبلاً عبثاً، فلم تتعلق القدرة بإحداثه، ثم صار حدوثه ذا غرض وحكمة فتعلقت القدرة بإحداثه بعد ذلك؟ هذا محال، لأن العلة واحدة، والأوقات متساوية. أم هل لم تكن آلة للإحداث، فلم تتعلق القدرة بالإحداث، ثم وُجدت الآلة فتعلّقت القدرة به بعد ذلك؟ هذا محال! أم هل لم تكن إرادة من القديم لإحداث العالم، فلم تتعلق قدرته بإحداثه، ثم صار ذا إرادة، فتعلقت قدرته به بعد ذلك؟ هذا محال، لأن الإرادة تكون في هذه الحالة حادثة. والخلاصة إن خلق العالم في زمن دون آخر، مرجح بلا ترجيح، ولذلك فالعالم أزلي .
وقالت الأشاعرة في الرد على ابن سينا : للقديم إرادة قديمة، اقتضت أزلاً حدوث العالم في الوقت الذي حدث فيه. فلم يحدث قبل ذلك، لأنه لم يكن مراداً بالإرادة القديمة. فذلك الاقتضاء القديم هو المرجح. لأن من إرادة الباري الترجيح، ولها أن تختار . وقالت المعتزلة : خلق العالم في وقت دون آخر، ليس لسبب يرجّحه بل لأمر يوجبه .
ويرد عليهم ابن سينا قائلاً : الإرادة القديمة باقتضائها القديم لا تصلح مرجحاً للحدوث في وقت دون آخر، لأن نسبة الإرادة القديمة إلى الحدوث في الوقت المشار إليه، وإلى الحدوث في وقت غيره سواء. فلماذا اقتضت الإرادة ورجحت حدوثه في الوقت الأول دون الثاني؟ إن ترجيح هذا على ذاك، أو ترجيح ذاك على هذا، نسبتهما إلى الإرادة إما سواء، أو لا. أما النفي فغير جائز، وإلا كان إحداث العالم إرغاماً لا اختياراً، وهذا باطل. وإن كانا سواء، فهل حدث أحدهما بدون ترجيح من الإرادة أو به؟ إن كان الأول لزم الترجيح بلا مرجح. وإن كان الثاني لزم التسلسل. وكلاهما باطل. ولذلك يكون العالم أزلياً . وقال أيضاً : القول بخلق العالم في زمن دون آخر يدل على أن الله يختار. والاختيار يؤدي إلى وجود كثرة في ذاته، لأنه يستلزم معرفةً توجب القصد أو ترجّحه. والتكثّر في الواجب محال . وأيضاً : القول بحدوث العالم يدل على أن الله كان غير تام الفاعلية أزلاً. وهذا ما لا يتوافق مع كماله التام .
الاثبات الثاني
قال أفلوطين : الواحد لا تصدر عنه أعماله بالإرادة بل بالضرورة. وما يصدر عن الواحد صدوراً ضرورياً، هو مثل ذاته. فالعالم أما أن يكون أزلياً، أو يكون مثل ذات الله. ولما انتفى أن يكون مثل ذاته، لذلك يكون أزلياً .
وقال الكسندر أوف هاليس : الواحد لا يصدر عنه إلا واحد فحسب. وبما أن العالم متعدد، إذاً فهو لم يصدر عن الله، بل إنه أزلي .
وقال شلينج : الفلسفة عاجزة عن تفسير خروج الكثرة المتنوعة من الواحد المطلق .
وقال ابن سينا : الموجود القائم بذاته لا يمكن إلا أن يكون واحداً من كل وجه، والواحد من كل وجه لا يصدر عنه إلا واحد، وإلا تعددت جهات ذلك الواحد بتعدّد ما يصدر عنه . فبناءً على منطق ابن سينا لا يكون العالم قد صدر عن الله، بل يكون أزلياً، لأن العالم متعدد النواحي.
الاثبات الثالث
قال ابن سينا ما ملخصه : القول بحدوث العالم يؤدي إلى استكمال الله بالغير. واستكمال الله بالغير يؤدي إلى وجود نقص فيه، والنقص بالنسبة لله محال. ولذلك يكون العالم أزلياً .
الاثبات الرابع
قال ابن سينا ما ملخصه : القول بخلق العالم يؤدي إلى دخول الله في علاقة بعد أن لم تكن له علاقة. وبما أن الله لايطرأ عليه تغيير ما، يكون العالم أزلياً .
الاثبات الخامس
قال أرسطو : إذا أحدث الله العالم، فإنما يُحدثه ليبقَى هو كما كان، أو يُحدثه لما هو أفضل، أو يُحدثه لما هو مفضول. وكل هذه أغراض بعيدة عما يُتصوَّر في حق الله، ولذلك يكون العالم أزلياً . وقال ابن سينا بهذا المعنى تقريباً : الفاعل لا يأتي عملاً إلا لفائدته الشخصية، أو لفائدة تعود على غيره، أو لأن الفعل حسن في ذاته. لكن الغرضين الثاني والثالث لا يدفعان وحدهما الفاعل على العمل إلا إذا كانت له مصلحة خاصة. وبما أن هذا الغرض لا يليق بالله، يكون العالم أزلياً .
من المناسب الاشارة الى ان بعض هؤلاء الفلاسفة كانوا من الفلاسفة الالهيين، مثل ابن سينا مثلا، فهو " في الظاهر" يؤمن بوجود خالق، وعلى الاغلب، لم يكن ليجرا على إعلان موقف اخر خوفا من القتل. إضافة الى ذلك فأن للفلسفة الالهية معنيان:
الاول الفلسفة الالهية بالمعنى الاعم وتعني دراسة الموجود بما هو موجود سواءاً آمن الدارس بوجود اله ام لم يؤمن.
الثاني الفلسفة الالهية بالمعنى الاخص وتعني دراسة وجود الاله وصفاته.
الاول يعني انه يجوز للملحد اوللمؤمن ان يكون فيلسوف الهي طالماً انه يبحث في الموجودات، كما انه يفصل بين مايؤمن به كمعتقد موروث وبين مايمكن البرهنة عليه عقليا وفلسفيا، ومن المؤسف ان هذه المنطلقات التبست على كثير من الدارسين، حتى اليوم خصوصا في مجال التطور، فخلطوا بينهما.
اما بالنسبة لابن سينا فهو يمكن ان يكون مؤمن بوجود الله ومؤمن بازلية العالم ويمكن تبرير ذلك كلامياً من خلال فصل الحدوث الى انواع.
المتكلمين يؤمنون بالحدوث الزماني اي ان العالم لم يكن موجوداً ثم وجد وعندهم مناط حاجة الوجود الى علة فاعلية هو الحدوث فتسمعهم يقولون "لكل حدث محدث"...الخ
وعندهم القدم الزماني او الازل الزماني يساوي وجوب الوجود اي ان كل قديم غير محتاج الى علة في وجوده.
الفلاسفة يسخرون من هذ الكلام إذ يقولون ان حدوث العالم هو امر لايمكن تصوره كما في الاعتراضات التي مرت عليك وان مناط الحاجة الى علة ليس هو الحدوث بل الامكان، فالعالم حادث ولكن ليس بالحدوث الزماني وانما بالحدوث الذاتي اي ان وجود الشيء مسبوق بعدم ذاتي اي ان الشيء اذا بلحاظ ذاته يكون غير موجود ولكن بلحاظ علته يكون موجوداً.
اي ان العالم مرتبط بالله ارتباط العلة بالمعلول او ارتباط الظل بصاحب الظل والعالم ممكن يعني العالم ماهية والماهية متساوية النسبة الى الوجود والعدم فلابد لها من مرجح يرجح وجودها لانه يمتنع الترجيح بلا مرجح وهذا المرجح هو الله.
وهذا الكلام الذي يذكره ابن سينا في تقسيمه للموجودات الى ممكنة وواجبة (الممكن كل ما له ماهية والواجب محصور بالله الذي لا ماهية له (بالمعنى الاخص)) مبني على اصالة الماهية يعني ان الموجود في الخارج هو ماهية الشيء وما الوجود الا ظرف وجود الشيء.
ولذلك ليس من الغريب ان يكفر فقهاء المسلمين الفلسفة والفلاسفة، بعد ان اعجزهم الرد عليهم :
يقول الشافعى حكم فى اهل الكلام ان يضربوا بالجريد والنعال وان يطاف بهم على الاسواق يقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة ، ويكفرهم ابن تيمية شيخ الاسلام فى نقض المنطق "نصيحة اهل الايمان فى الرد على منطق اليونان . وابن رشد اتهم بالالحاد وقراوا علية اتهامة وقالوا فية هناك اناس خلقهم الله للنار، اى الفلاسفة.
ومن المثير ان ابن تيمية يكفر
الفلاسفة على الاطلاق، بما فيهم الشيخ الغزالي مع ان الغزالي سبقه الى تكفير
الفلسفة والفلاسفة في
تهافت الفلاسفة الموجه ضد ابن رشد ، حيث
انتهى الى تكفيرهم في ثلاثة
قضايا:
أ- القول بقدم العالم ( هذا الموضوع )
ب- القول بان الله يعلم الكليات وليس الجزئيات.
ج- القول بأن الثواب والعقاب في الآخرة هو للنفس لا للجسد.
أ- القول بقدم العالم ( هذا الموضوع )
ب- القول بان الله يعلم الكليات وليس الجزئيات.
ج- القول بأن الثواب والعقاب في الآخرة هو للنفس لا للجسد.
لم ينتهي الامر عند هذا الحد،
إذ بعد بضعة اشهر قام الضابط الامريكي
Frank H. Schwalbe,
الذي كان ايضا اسير لدى الكوريين الشماليين،
بتأكيد هذه الاتهامات.
الادعاءات تقول ان الطياريين الامريكيين قاموا بإسقاط
البكتريا القاتلة من ارتفاعات مختلفة،
فوق المدن الكبيرة والصغيرة،
من اجل الوصول الى افضل الطرق لاستخدام الاسلحة البيلوجية.
الهدف، حسب قول الضابط الاسير، كان تحييد نشاط المدنيين.
من اجل انجاح سيطرة الثورة على كافة انحاء البلاد
والمواطنين لابد من خلق طرق فعالة.
لهذا السبب دعى لينين الفيزيولوجي الروسي الشهير
ايفان بافلوف الى الكريملين.
بافلوف كان مشهورا بسبب تجاربه على ردود الافعال
الشرطية التي اجراها على الكلاب، حيث اعاد تصميم سلوكهم الغير واعي من خلال
عدة انواع من المحفزات.
إضافة الى ذلك قام بقياس مختلف نشاطات الاعضاء
الداخلية، لدى الكلاب، في فترة تعرضهم للتأثيرات المختلفة.
من عام 1930 الى عام 1938 قام جوزيف ستالين
بإجراء مايعرف " عملية موسكو"،
حيث جرت مجموعة محاكمات تصفية لمنافسيه من قادة الحزب الشيوعي.
نعلم اليوم ان جميع التهم التي وجهت لهم كانت مفبركة،
وأن اعترافهم جرى بفضل عملية غسل دماغ ناجحة.
لقد قال ادوارد هولتزمان، احد المتهمين:" نحن لسنا قتلة فقط،
وانما قتلة فاشيست".
متهم اخر، يطلب السماح له بإطلاق النار على
رفاقه المتهمين،
ومن بينهم زوجته،
في حين ان البعض الاخر طالبوا القاضي بأن يحكم عليهم بأقصى العقوبات،
وشكروا بحرارة عندما اعلن حكم الموت عليهم.
التفسيرات الاعتقادية كانت متعددة،
ولكن لااحد كان يعلم حقيقة مالذي حدث قبل المحكمة.
فقط بعد عشرة سنوات بدء الغرب بدراسة
هذه النماذج العديدة عن غسيل الدماغ الذي قدمها النظام السوفيتي.
هذا الامر بسبب تعدد الحالات بما فيه حالة الكاردينال الهنغاري
Józef Mindszenty.
كان الاعتقاد سائدا لدى السي اي ايه،
ان الكوريين استخدموا مواد كينماوية في عملية غسل الدماغ لدى الجنود الامريكيين،
وخلال بحثهم عن هذه المواد تجاوز الاميركيين القواعد الانسانية والاخلاقية.
سي اي ايه قامت بتغذية اشخاص التجربة
بميسكالين،
meskalin,
والتي تستخلص من صبار خاص،
وفطر مما يستخدمه الهنود الحمر في طقوسهم،
وحتى المادة الصناعية
LSD.
إضافة الى ذلك، فإن اشخاص التجربة لم يكن لديهم علم انه تجري عليهم اختبارات.
مثلا، مجموعة من السجناء كانت تعطى لهم جرعة يومية من مخدر
LSD,
وهي جرعة يجري زيادتها ببطء على مدى 70 يوما.
يجري اخضاع الضحية لاتهامات واستصغارات مستمرة
وإدانات لعالمه القديم،
في ذات الوقت الذي يجري اغراقه بأدلة ومعلومات عن
العالم الجديد الذي عليه ان يقبله.
في هذه المرحلة يعاني الضحية من ازمة
في الانتماء،
والشعور بتأنيب الضمير الرافض لهذه المنظومة الجديدة
المطروحة امامه.
ولكن، وتحت الضغط والارهاق يقوم بإقناع نفسه ان
حياته السابقة كانت خاطئة،
ويبدء في توضيب الطريق لنفسه ليجد مخرجا " ابيض"
للخروج من الورطة، واخيرا يفهم ماعليه ان يعترف به ويقبله او يغيره.
في هذه المرحلة، يرى الضحية المخرج امامه من ازمة
الانتماء.
هنا تجري عليه الخطوات التالية:
في الوهلة الاولى، من الممكن الاعتقاد ان الطرق المتبعة لتربية المتطوعين وتدريبهم في بعض المدارس العسكرية،
مثلا البحرية الامريكية،
يمكن مشابهتها بغسيل الدماغ.
لهذا السبب قامت عالمة النفس الامريكية
Margaret Singer,
بدراسة الامر عن قرب
وتوصلت الى استنتاجات
انه وعلى الرغم من تشابه الطرق،
ليس " غسيل دماغ" بنفس المعنى كماهو لدى لدى الطوائف والحركات الدينية الاصولية.
ماتوصلت اليه نشرته في كتابها المسمى
"Cults in Our Midst: The hidden Menace in Our Everyday Lives",
والذي نشرته عام 1995.
الاسباب التي قدمتها للبرهنة على ان طرق البحرية الامريكية تختلف عن طرق الاصوليين ذكرت التالي:
في سبعينات القرن الماضي وعندما كان الطالب ستيفان حسان
Steven Hassan,
لازال في عمر 19 سنة،
اصبح عضو في طائفة موون الدينية.
يقول واصفا الامر:" في يناير من عام 1974 وكانت قد قطعت علاقتي مع صديقتي حديثا،
وكنت متعلما ومن اسرة غنية وممتلئ بالقيم المثالية والاخلاقية،
عندما التقيت بثلاثة فتيات لطيفات،
عزموني معهن الى الغذاء.
هذا اللقاء انتهى بموافقتي على قبول دعوة اكثر جدية،
امتدت لمدة ثلاثة ايام من الاجتماعات والقراءات،
اصبحت بعدها مؤمن بان ارادة الله تدعوني ان اترك دراستي، واترك عملي، واغلق حسابي البنكي،
واتبع المسيح الجديد: Myung Moon.
بعد بضعة اسابيع اصبح مقتنع ان نهاية العالم على الابواب وان الحرب العالمية الثالثة ستقوم عام 1977،
وان مسؤوليتي الشخصية هي الانتصار على الشيطان
وتأسيس مملكة الله على الارض".
من كتاب:
Releasing the bonds.
في عام 1974 جرى اختطاف
Patricia Campbell Hearst في سان فرانسيسكو وكان
عمرها 19 سنة، وكان خاطفيها مجموعة تطلق على نفسها اسم
The Symbionese Liberation Army, SLA.
بعد شهرين استلمت احدى المحطات الاذاعية
شريطا تعلن فيه باتريسيا انها،
بحريتها التامة، تعلن تخليها عن اهلها ونمط معيشتهم
الراسمالية، وانا تنضم الى منظمة خاطفيها في صراعهم ضد الاستغلال والظلم.
بعذ ذلك بفترة قصيرة شاركت في عملية سرقة منظمة على
بنك.
القسم الاكبر من محاكمتها كان يدور عن فيما إذا
كانت قد تعرضت الى غسل دماغ ام لا.
لقد ذكرت كيف انها كانت مربوطة الايدي والاقدام
ومعصوبة الاعين ومتروكة في احدى الحزائن اسابيع،
في خلالها جرى اغتصابها وتهديدها بالموت بإستمرار.
من خزانتها كانت تسمع نقاشاتهم المستمرة عن
الرأسمالية " الشيطان الاكبر" وكيفيفة اهدار النظام الرأسمالي لموارد الارض
وتعريضه العالم للفقر والجوع.
هذه المناقشات ايقظت فيها مشاعر الذنب وتأنيب
الضمير.
بعد ذلك جرى اطلاقها من الخزنة وجرى معاملتها
بطيبة،
وبدأ كورس تعليمي ايديولوجي وتعليمها استخدام
السلاح.
عندما اصبحت تشارك في النقاشات،
جرى عرض المشاركة عليها في سرقة البنك كتعبير عن
الثقة فيها.
في 25 نوفمبر من عام 2001 قامت القوات الاميركية
بأسر
جون والكير
John Walker Lindh,
عندما كان يقاتل في صفوف طالبان.
كيف اصبح مراهق امريكي جندي في جيش طالبان، ويخوض
الجهاد المقدس؟
جون والكير ولد عام 1981 في عائلة امريكية متوسطة.
بعد قراءته لكتاب مالكوم اكس، ازداد اهتمامه
بالاسلام، وهو كتاب عن زنجي امريكي شاب،
يترك عالم الجرائم ويعتنق الاسلام، ليصبح قائد
معترف به عالميا، ليموت في احد الاعتداءات عام 1965.
جون والكير اعتنق الاسلام عندما كان عمره 16 سنة،
ورمى كافة اسطواناته،
وبدل ملابسه الى الجلابية البيضاء واصبح من مرتادي
الجامع المحلي.
بعد الثانوية ذهب الى اليمن لتعلم العربية لمدة
عام،
وفي زيارته التالية لليمن انتقل منها الى باكستان
للدراسة في مدرسة قرأنية، ومن خلالها التقى بممثلي طالبان والتحق معهم الى
معسكراتهم، حيث التقي بن لادن.
بعد عام واحد وقع في ايدي القوات الامريكية اسيرا.
تقول امه بحزن:" لابد انهم قاموا بغسيل دماغ له"،
في حين يقول ابوه:" لابد ان ليس لديه دماغ على
الاطلاق، او انه توقف عن العمل".
بالرغم ذلك حكم علبه بالسجن لمدة 20 عاما.
خلال المحكمة صرح جون نفسه قائلا:"
لو كنت ، في ذاك الوت، قد فهمت ماعلمته الان عن
طالبان
لما التحقت بهم ابدا".




