lördag 19 november 2011

المحاكاة الفلسفية لاثبات ازلية العالم

 هنا استعراض لبعض ادلة الفلاسفة على ان العالم ازلي قديم وليس مخلوق.


الاثبات الاول

قال بروكلوس : بأي باعث صمم الإله على الخلق، بعد الصمت الذي ظل فيه منذ الأزل، إلى بدئه في الخلق؟ هل لأنه رأى أن هذا هو الأفضل؟ إن كان الأمر بالإيجاب، فهو إما كان يعلم هذا الفضل أو لا يعلمه. فإن كان لا يعلمه فعدم العلم لا يتفق مع الألوهية. وإن كان يعلمه، فلماذا لم يبدأه قبل ذلك العهد؟

وقال ابن سينا ما ملخصه : الله إما كان كافياً لإيجاد العالم، أو غير كافٍ له. فإن كان غير كافٍ له، فلماذا أوجده في زمن دون آخر؟ هل كان عاجزاً ثم صار قادراً؟ هذا محال! أم هل كان العالم مستعصياً عليه، فلم تتعلق القدرة بإحداثه، ثم صار ممكناً، فتعلقت القدرة بإحداثه؟ هذا محال! أم هل كان حدوث العالم قبلاً عبثاً، فلم تتعلق القدرة بإحداثه، ثم صار حدوثه ذا غرض وحكمة فتعلقت القدرة بإحداثه بعد ذلك؟ هذا محال، لأن العلة واحدة، والأوقات متساوية. أم هل لم تكن آلة للإحداث، فلم تتعلق القدرة بالإحداث، ثم وُجدت الآلة فتعلّقت القدرة به بعد ذلك؟ هذا محال! أم هل لم تكن إرادة من القديم لإحداث العالم، فلم تتعلق قدرته بإحداثه، ثم صار ذا إرادة، فتعلقت قدرته به بعد ذلك؟ هذا محال، لأن الإرادة تكون في هذه الحالة حادثة. والخلاصة إن خلق العالم في زمن دون آخر، مرجح بلا ترجيح، ولذلك فالعالم أزلي .

وقالت الأشاعرة في الرد على ابن سينا : للقديم إرادة قديمة، اقتضت أزلاً حدوث العالم في الوقت الذي حدث فيه. فلم يحدث قبل ذلك، لأنه لم يكن مراداً بالإرادة القديمة. فذلك الاقتضاء القديم هو المرجح. لأن من إرادة الباري الترجيح، ولها أن تختار . وقالت المعتزلة : خلق العالم في وقت دون آخر، ليس لسبب يرجّحه بل لأمر يوجبه .

ويرد عليهم ابن سينا قائلاً : الإرادة القديمة باقتضائها القديم لا تصلح مرجحاً للحدوث في وقت دون آخر، لأن نسبة الإرادة القديمة إلى الحدوث في الوقت المشار إليه، وإلى الحدوث في وقت غيره سواء. فلماذا اقتضت الإرادة ورجحت حدوثه في الوقت الأول دون الثاني؟ إن ترجيح هذا على ذاك، أو ترجيح ذاك على هذا، نسبتهما إلى الإرادة إما سواء، أو لا. أما النفي فغير جائز، وإلا كان إحداث العالم إرغاماً لا اختياراً، وهذا باطل. وإن كانا سواء، فهل حدث أحدهما بدون ترجيح من الإرادة أو به؟ إن كان الأول لزم الترجيح بلا مرجح. وإن كان الثاني لزم التسلسل. وكلاهما باطل. ولذلك يكون العالم أزلياً . وقال أيضاً : القول بخلق العالم في زمن دون آخر يدل على أن الله يختار. والاختيار يؤدي إلى وجود كثرة في ذاته، لأنه يستلزم معرفةً توجب القصد أو ترجّحه. والتكثّر في الواجب محال . وأيضاً : القول بحدوث العالم يدل على أن الله كان غير تام الفاعلية أزلاً. وهذا ما لا يتوافق مع كماله التام .

الاثبات الثاني

قال أفلوطين : الواحد لا تصدر عنه أعماله بالإرادة بل بالضرورة. وما يصدر عن الواحد صدوراً ضرورياً، هو مثل ذاته. فالعالم أما أن يكون أزلياً، أو يكون مثل ذات الله. ولما انتفى أن يكون مثل ذاته، لذلك يكون أزلياً .

وقال الكسندر أوف هاليس : الواحد لا يصدر عنه إلا واحد فحسب. وبما أن العالم متعدد، إذاً فهو لم يصدر عن الله، بل إنه أزلي .

وقال شلينج : الفلسفة عاجزة عن تفسير خروج الكثرة المتنوعة من الواحد المطلق .

وقال ابن سينا : الموجود القائم بذاته لا يمكن إلا أن يكون واحداً من كل وجه، والواحد من كل وجه لا يصدر عنه إلا واحد، وإلا تعددت جهات ذلك الواحد بتعدّد ما يصدر عنه . فبناءً على منطق ابن سينا لا يكون العالم قد صدر عن الله، بل يكون أزلياً، لأن العالم متعدد النواحي.


الاثبات الثالث

قال ابن سينا ما ملخصه : القول بحدوث العالم يؤدي إلى استكمال الله بالغير. واستكمال الله بالغير يؤدي إلى وجود نقص فيه، والنقص بالنسبة لله محال. ولذلك يكون العالم أزلياً .

الاثبات الرابع

قال ابن سينا ما ملخصه : القول بخلق العالم يؤدي إلى دخول الله في علاقة بعد أن لم تكن له علاقة. وبما أن الله لايطرأ عليه تغيير ما، يكون العالم أزلياً .

الاثبات الخامس

قال أرسطو : إذا أحدث الله العالم، فإنما يُحدثه ليبقَى هو كما كان، أو يُحدثه لما هو أفضل، أو يُحدثه لما هو مفضول. وكل هذه أغراض بعيدة عما يُتصوَّر في حق الله، ولذلك يكون العالم أزلياً . وقال ابن سينا بهذا المعنى تقريباً : الفاعل لا يأتي عملاً إلا لفائدته الشخصية، أو لفائدة تعود على غيره، أو لأن الفعل حسن في ذاته. لكن الغرضين الثاني والثالث لا يدفعان وحدهما الفاعل على العمل إلا إذا كانت له مصلحة خاصة. وبما أن هذا الغرض لا يليق بالله، يكون العالم أزلياً .

من المناسب الاشارة الى ان بعض هؤلاء الفلاسفة كانوا من الفلاسفة الالهيين، مثل ابن سينا مثلا، فهو " في الظاهر" يؤمن بوجود خالق، وعلى الاغلب، لم يكن ليجرا على إعلان موقف اخر خوفا من القتل. إضافة الى ذلك فأن للفلسفة الالهية معنيان:
الاول الفلسفة الالهية بالمعنى الاعم وتعني دراسة الموجود بما هو موجود سواءاً آمن الدارس بوجود اله ام لم يؤمن.
الثاني الفلسفة الالهية بالمعنى الاخص وتعني دراسة وجود الاله وصفاته.

الاول يعني انه يجوز للملحد اوللمؤمن ان يكون فيلسوف الهي طالماً انه يبحث في الموجودات، كما انه يفصل بين مايؤمن به كمعتقد موروث وبين مايمكن البرهنة عليه عقليا وفلسفيا، ومن المؤسف ان هذه المنطلقات التبست على كثير من الدارسين، حتى اليوم خصوصا في مجال التطور، فخلطوا بينهما.

اما بالنسبة لابن سينا فهو يمكن ان يكون مؤمن بوجود الله ومؤمن بازلية العالم ويمكن تبرير ذلك كلامياً من خلال فصل الحدوث الى انواع.

المتكلمين يؤمنون بالحدوث الزماني اي ان العالم لم يكن موجوداً ثم وجد وعندهم مناط حاجة الوجود الى علة فاعلية هو الحدوث فتسمعهم يقولون "لكل حدث محدث"...الخ
وعندهم القدم الزماني او الازل الزماني يساوي وجوب الوجود اي ان كل قديم غير محتاج الى علة في وجوده.

الفلاسفة يسخرون من هذ الكلام إذ يقولون ان حدوث العالم هو امر لايمكن تصوره كما في الاعتراضات التي مرت عليك وان مناط الحاجة الى علة ليس هو الحدوث بل الامكان، فالعالم حادث ولكن ليس بالحدوث الزماني وانما بالحدوث الذاتي اي ان وجود الشيء مسبوق بعدم ذاتي اي ان الشيء اذا بلحاظ ذاته يكون غير موجود ولكن بلحاظ علته يكون موجوداً.

اي ان العالم مرتبط بالله ارتباط العلة بالمعلول او ارتباط الظل بصاحب الظل والعالم ممكن يعني العالم ماهية والماهية متساوية النسبة الى الوجود والعدم فلابد لها من مرجح يرجح وجودها لانه يمتنع الترجيح بلا مرجح وهذا المرجح هو الله.

وهذا الكلام الذي يذكره ابن سينا في تقسيمه للموجودات الى ممكنة وواجبة (الممكن كل ما له ماهية والواجب محصور بالله الذي لا ماهية له (بالمعنى الاخص)) مبني على اصالة الماهية يعني ان الموجود في الخارج هو ماهية الشيء وما الوجود الا ظرف وجود الشيء.
ولذلك ليس من الغريب ان يكفر فقهاء المسلمين الفلسفة والفلاسفة، بعد ان اعجزهم الرد عليهم :
يقول الشافعى حكم فى اهل الكلام ان يضربوا بالجريد والنعال وان يطاف بهم على الاسواق يقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة ، ويكفرهم ابن تيمية شيخ الاسلام فى نقض المنطق "نصيحة اهل الايمان فى الرد على منطق اليونان . وابن رشد اتهم بالالحاد وقراوا علية اتهامة وقالوا فية هناك اناس خلقهم الله للنار، اى الفلاسفة. 

ومن المثير ان ابن تيمية يكفر الفلاسفة على الاطلاق، بما فيهم الشيخ الغزالي مع ان الغزالي سبقه الى تكفير الفلسفة والفلاسفة في تهافت الفلاسفة الموجه ضد ابن رشد ،  حيث انتهى الى تكفيرهم في ثلاثة قضايا:
أ- القول بقدم العالم ( هذا الموضوع )
ب- القول بان الله يعلم الكليات وليس الجزئيات.
ج- القول بأن الثواب والعقاب في الآخرة هو للنفس لا للجسد.

Inga kommentarer:

Skicka en kommentar