onsdag 22 februari 2012

تطور مفهوم الجحيم والشيطان



hel


ربة الخصب التي اصبحت الجحيم
هيليوس Helios كلمة يونانية وتعني الشمس. في الالمانية يقال هيل hell ، وتعني المشرق، الضياء، في حين ان كلمة Hölle تعني الجحيم. في السويدية كلمة hel تعني الكامل وفي الاصل كانت تنطق hole وتعني الثقب. وكلمة Hel في القديم اسطورة شمالية عن الالهة والمكان، يسمى Hela. . آيتو وبارتريدج Ayto and Partridge كلاهما يقولان ان مفهوم الجحيم، في الاصل كان لايتجاوز إطار معنى "المكان المخفي" وهي كلمة تتشابه في التعبير مع كلمة الطريق المسدود.

على الدوام يخلق ذهن الانسان علاقة يربط فيها الانسانية، ذاته ومعايشاته وإسقاطاته، بالطبيعة الكونية. الارض غالبا تاخذ دورا انثويا ، في تصوراتنا، من حيث انها الخصب والعطاء، والسماء تكون مُذكرة، عدا في مصر القديمة، حيث ربة السماء آمون. في الشرق الاقصى نجد، نجد المفاهيم اخذت مسارات مختلفة، فهناك الدوائر الكونية yin-yang منقسمة بين قوتين متعارضتين ولكن متساويتين في وحدة واحدة منسجمة. القسم الاعلى يانغ والادنى ين. كل شئ في الكون هو نتيجة تفاعلهم الداخلي المتبادل. وهم يمثلون احجية الخلق ويرمزون الى الثنائية التي نعايشها في كل شئ: الارض والسماء، الانثى والذكر، النور والظلام.

في الكلمة " هيل"، والمفاهيم المركبة حولها، لم يكن هناك شيطان ولا جحيم، بالمعنى الابراهيمي الراهن للكلمة. والجذر الاصلي للكلمة " هيل" كان، على مايبدو، يشير الى الارض، بمعنى المصدر ورحم التطور واليه المعاد. والارجح ان جذر الكلمة القديم منحدر من الكلمة الهندواوروبية kel وتعني الغطاء والاخفاء، وهي الكلمة التي جرى اشتقاق عدة كلمات منها في اللغة الانكليزية، بما فيهم كلمتين حديثتين khallo and khaljo. ( الاولى تعني صالة والثانية تعني جحيم).
في حين نجد ان Wîtedom, وهي كلمة سكسونية كانت تعني " الحكمة القادمة من مصدر فوق البشري"، بمعنى الحكمة او الالهام، والذي على اساسه نشأ مفهوم wisdom, ومعه الوعي بعري الانسان شكلا شكل من اشكال الجحيم على الارض، مرتبطة مفهوميا كنتيجة لأكل آدم وحواء لثمرة المعرفة المحرمة.

يكتب سارتر في هيوس كلوس (Huis Clos): " اشار الخبراء ، اعتمادا على النصوص القديمة الباقية، ان هيل لم تكن ربة شمالية شريرة وبقيت كذلك الى ان تأثرت صورتها بالمسيحية المستوردة.. لم تمارس ( الربة هيل) اية اعمال شريرة وانما كانت حزينة او مصابة بالكآبة. قصرها كان في عالم الآلهة وكانت تستقبل ارواح الاموات بسلام وطمئنينة، ولم يكن هناك تعذيب او وحشية او سادية، كانت ربة رحم التجديد ".. كافة الدلائل تشير الى ان الربة هيل، كانت في الاصل، لدى شعوب اوروبا المشالية، ربة الخصب المعادل لعشتار، حتى جاءت المسيحية فجعلتها الجحيم.


في انسكلوبيديا كامبتون، نجد النص التالي: " اصل ربة الجحيم Hellia لم يكن له علاقة بالموت او التعذيب، انها تقوم بمسك ارواح الاموات وابقائهم في مملكتها. فكرة مكان الجحيم جرى تطويرها من اللغط الوثني الى جهنم المسيحية تحت الارض، مرفقة بالتعذيب وجميع مظاهر الوحشية الاخرى، لكون الشعوب كانت وثنية ولكون الكنيسة وجدت ذلك عذرا كافيا لربط ضياع روح الوثني بالتعذيب اللاهوتي الوحشي".
Compton's Encyclopedia Online echo Jacob Grimm

في انسكلوبيديا المرأة، تقول باربار والتر:" وعلى ارغم من ان اللاهوت المسييحي اقتبس اسم جهنم من اسم ربة، ولكن ذلك كان اسم لمكان مختلف عن مكان الجحيم المسيحي، ومختلف عن مفهوم رحم التجديد. السابقين لم يروا في " المكان المخفي" تحت الارض على انه مكان للعقاب بالدرجة الاولى. كان مكانا مظلما، ومثير وغامض ولكنه ليس غرفة تعذيب هائلة لاشباع سادية الرب".
[p.312]. In her Woman's Encyclopedia Barbara Walker

الامر نفسه نجده لدى شعوب اخرى مثل الهند والشرق الاقصى، بل وحتى مفهوم الجحيم في مصر القديمة وبلاد حوض الرافدين في العصر البابلي وحتى ظهور الابراهيمية التي قضت على المفاهيم الانسانية القديمة..

عن دراسة لطريف سردست

Inga kommentarer:

Skicka en kommentar