عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه و سلم قال " لا تقوم الساعة حتى
يكثر المال و يفيض حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحداً يقبلها منه ، و حتى
تعود أرض العرب مروجاً و أنهاراً " صحيح مسلم ـ باب الزكاة.
وفي مسند الإمام أحمد بسنده يقول الرسول ( صلى الله عليه وسلم) :
" لا تقوم الساعه حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا وحتي يسير الراكب بين العراق ومكة لا يخاف إلا ضلال الطريق وحتي يكثر الهرج قالوا وما هو الهرج يارسول الله ؟
قال القتل “
من اين علم محمد ان ارض العرب كانت مروجا وانهارا؟
في الواقع لم يصلنا الكثير عن مصدر تصورات محمد مفاهيمه الا بسبب الاسلام ومن مصادر المسلمين، ولغرض وصف حياة الرسول وصحابته، ولرجم الكافرين وادانتهم. ان تصورات عصر محمد، غائبة تماما إذا كانت لاعلاقة لها بالاسلام. غير اننا نعلم ان الاسلام بذاته مجموعة اقتباسات عن السابقين، ولايملك طقوسه وقصصه الخاصة، فإغلب عناصرها من خبرات وتجارب الحضارات المجاورة، حيث نعلم بصراع بين الرب رع ورب الصحراء (1). ولولا التفاسير في معرض شرح القرآن لما كان لدينا موارد تعرفنا بمصادر طقوس وقصص القرآن، ولكان الاعتقاد انها جاءت من الوحي. لماذا سيكون " مروجا وانهارا " وحدها من الوحي، في الوقت الذي نجد ان اساطير الاسلام ذات منشأ من حضارات الجوار؟
ونحن نعلم ان الحديث اعلاه كان في معرض وصف قيام الساعة المُدعى، ولكن احاديث الرسول نفسه تشير الى انه كان يعتقد ان العالم على أعتاب قيام الساعة، وان القضية تتعلق بجيل او جيلين. يقول فى صحيح مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل عند عين تبوك ‘‘ يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما ها هنا قد ملئ جناناً ‘‘
ومسألة ان ارض العرب كانت مروجا وانهارا لها ارتباط بتصورات العرب، والاسلام، على الجنة ورواياتها. ان جنة عدن تعود بجذورها الى العصر البابلي حيث كان الاعتقاد ان منطقة الدلمون (البحرين والامارات) كانت جنة الخلد، التي سافر اليها اينكي للوصول الى حياة الخلود. (2)
وفيما بعد كان يطلق تعبير عدن على ارض اليمن، ثم انشؤا السدود للتحكم بالامطار، حتى هاجرت قبائل الى الحجاز، بعد تحطم سد مأرب ولم يعد المطر كما في السابق. وهذا الامر جرى في عصر قريب لمولد محمد، فنحن نعلم ان القبائل المهاجرة من اليمن كانت تعلم منبتها ومنها قبئل اهل المدينة الذين سكنوا الى جانب قبائل اليهود التي كانت تملك المنطقة قبلهم ووافقت على اسكانهم. وهذه القبائل نقلت معها تصوراتها واساطيرها عن جنة عدن السابقة، ولذلك لابد ان محمد على علم بها، خصوصا وان قبائل المدينة هم اخواله.
ومسألة الجنة على الارض موجود في التراث اليهودي، الذي يتكلم عن هبوط آدم وحواء الى الارض، وقد انتقل الى التراث الاسلامي، مما يدل ان محمد لابد قد سمع به عن اليهود. -روى الإمام الطبري في تاريخه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:أهبط آدم بالهند ، فجاء في طلبها حتى اجتمعا فازدلفت إليه حواء ، فلذلك سميت المزدلفة ، وتعارفا بعرفات ، فلذلك سميت عرفات وتعارفا بجمع فلذلك سميت جمعاً.
وليس من المعقول ان آدم جاء اليها عبر صحراء مثلا، ولابد ان التصورات ان الارض كانت خضراء تسمح له بالسير الى مكة والالتقاء بحواء بدون ان يموت من الجوع او الحر، حيث الاعتقاد ان المنطقة المباركة والمقدسة كانت توصف بعدن. ونحن نعلم ان آدم وحواء وضعوا اوراق الشجر لاخفاء عورتهم حتى لايراها الشيطان الذي كان مهتم للغاية برؤيتها. ذلك يعني ان الاشجار، بالضرورة كانت موجودة في منطقة النزول ومن بينها عرفات، حيث يتصور المسلمين الاوائل انه موقع نزول حواء.
في قصة التكوين التوراتية نرى ان آدم وحواء نرى ان القصة تدور بين الجنة والارض، وكان الجنة على الارض وكانها تملك مدخلا بالامكان الدخول منه والخروج منه، وان ادم وحواء وابنائهم قادرين على خداع الحراس . بذلك يكون مفهوم التتداول بين الجنة (بمعنى الخضار الدائم) وبين الواقع جزء لايتجزء من الاساطير اليومية المتتداولة في ثقافة عصر محمد الطبيعية.
ولكن ماذا عن منطقة مكة، هل هي معنية بالنبوءة ايضا، على إعتبار انها جزء من ارض العرب، وافضل الاجزاء فيه؟ هل كانت منطقة مكة ممتلئة بالمروج والانهار، وهل ستعود اليها المروج والانهار المفقودة؟
"رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّم" (37 - إبراهيم )
ومن المعروف عند علماء الأرض بأن الوادى هو منطقة منخفضة بين جبلين من الأرض تكونت بفعل جريان المياه التي تتدفق عبر المجرى أتية من المنبع والذى يكون في معظم الاحيان علي هيئة جبال مرتفعة ترتطم بها السحب المحملة بماء المطر. ونحن نعلم ان منطقة مكة تقع في منطقة امطار موسمية غزيرة تؤدي الى سيول وفيضانات ولكنه ليس بالامكان ابقائها والاحتفاظ بها، من جهة لان المنطقة محدودة بمرتفعات جبلية بركانية ومن جهة ثانية لان الارض تغطيها حممم صلبة تمنع الارض عن امتصاص غالبية الماء ومن جهة ثالثة لان السيول على سفوح الجبال جعلت التربة مكشوفة ومنحدرة في إتجاه البحر. كل ذلك يجعل من غير الممكن ان تصبح المنطقة ممتلئة بالمروج او الانهار، وعلى الاخص الانهار. وليس من المؤكد ان المنطقة كانت مغطاة بالمروج او فيها انهار. ان فكرة محمد مبنية على الاساطير الشائعة في عصره ان ارض العرب كانت مكان جنات عدن، ولذلك من الطبيعي ان من علامات الساعة ان تعود الانهار والجنات الى ارض العرب.
وعلى افتراض ان محمد قد استنتج ذلك بدون اية مقدمات وبدون علة، على الرغم من ان مالدينا يكفي لنفي ذلك، هل يعني ان استنتاجاته تفرض القول انه الوحي وليس الذكاء. هل تنعدم الامثلة على حدوث استنتاجات مشابهة في التاريخ الانساني، بحيث يكون مثل هذا الاستنتاج دليل على الوحي وحده؟ وإذا كانت لدينا امثلة على وجود مثيل لها هل يعني ذلك انه يجوز لنا ان نقول انها وحي وليس ذكاء، ام ان الامر يختص حصرا بمحمد؟
في كتاب سنسكريتي مقدس Mahayana يعود الى ماقبل 100 سنة قبل الميلاد يوجد نص يتكلم عن تعدد العوالم وان عددها لانهائي وانه مهما اخذنا من هذه العوالم فإن عددها لاينقص. وذلك يتوافق اليوم مع نظريات فلكية حديثة ومع رياضيات اللانهاية. هل نعتبره كتاب مقدس الهي، من حيث انه يقدم لنا اعجازا لاشك فيه؟
ديانة Vedic seers تصف عالمنا على انه بين مصدرين الطاقة الكونية والطاقة المظلمة، وهو بالذات الذي يتكلم عنه الفيزياء الحديث.
في عام 218 ميلادي تنبأ حكيم من شعب مدينة Lykien وهو اغريقي ان الديمقراطية ستسود في العالم يوما ما. وتعتبر مدينتهم رأس اول اتحاد بين الممالك المدن التي اقامت الديمقراطية في العالم.
ومن مخطوطة مصرية قديمة تطل علينا نبوءة هرمس، التي صيغت في القرن الثاني، تقول:
ينبغي عليك أن تعرف، سيأتي ذلك اليوم الذي فيه سيتضح كم كان عديم الجدوي ورع المصريين وخدمة هذا الشعب المفعمة بالتضحية له، ستنحط هنا الذكري المقدسة للآلهة وتتحول إلي عدم وسيرحل الآلهة أنفسهم من هنا نحو السموات، سيهجرون الأرض المصرية للأبد وهكذا فإن هذا البلد الذي كان عبر قرون طويلة مهدا ودعامة وعمادا ومحرابا للدين الحق سيجرد من الحضور الإلهي ويتيتم ويصبح فارغا. سيحتل الغرباء أرضه الزراعية ولن يقتصروا علي الاستخفاف بالإيمان المقدس وإنما كم هو مؤلم هذا الشيء سيصدر مرسوم سيحظر تحت طائلة أقسي العقوبات الالتزام بقواعد الدين والتقوي والعبادة. هذه الأرض الجليلة، مقر المذابح الإلهية ستملأ منذ الآن بالقبور والجثث فقط. يا مصر، يا مصر الحبيبة ! لن يبقي ما يشهد في القرون المقبلة علي عباداتك سوي الأساطير والحكايات ولكنها بالرغم من ذلك ستبدو للأجيال مجرد خرافات عادية، ستصمد الآثار المنقوشة من الحجارة وحدها كآثار وبراهين علي أفعالك التقية. آه يا مصر، سيستوطن السكوذي أو الهندوسي أو واحد آخر شبيه بهما، همجي من البلاد المجاورة. آه، ما هذا الذي أقوله عن مصر؟ ولن يتركوا مصر وعندئذ ستترك الآلهة أرض المصريين هاربة للسماء وستموت هوية المصريين، ...... وإذا بقي بعض السكان مصريون فبلسانهم فقط وسيصبحون غرباء وكذلك عملهم
وفي القرن الرابع قبل الميلاد جاء لوسيبوس وديموقريطس بنظريتهما الذرية في مواجهة بارمنيدس. كانت تعاليمهما تنص على أن الكون يتكون من أجسام جامدة متناهية في الصغر، ولاتقبل الانقسام، وتسمى بالذرات التي تتحرك في الفراغ وتتجمع لتكون الأشياء الأكبر حجماً التي ندركها بخبراتنا المتعارف عليها.
استراليا، جاءت تسميتها من الكلمة اللاتينية australis, والتي تعني الجنوب. في العصر الاغريقي تصور الفلاسفة الاغريق، وبالتحديد اريسطوطاليس، انه لابد ان يكون هناك قارة الى الجنوب، ثم وافقه بطاليميوس على ذلك. وفيما بعد، بين قرون 14-17 اصبحت خرائط بطاليميوس معتمدة واطلق عليها راسموا الخرائط "Terra Australis Incognita" اي " الارض المجهولة في الجنوب"
لدينا ايضا تنبوءات دافنتشي الاعجازية، حيث قام بوضع مخططات لمجموعة افكار تطبيقية تقارب تماما اخر الاختراعات الموجودة في عصرنا اليوم، مثل الدبابة والهيليكوبتر والغواصة والمظلة والطيران الانسيابي على الهواء والبندقية والرشاش والحصادة. لايوجد في العالم مفكر واحد تمكن من تصور مجموعة من الاختراعات بهذا الشكل وبدون اية فكرة مسبقة مثل دافنتشي بحيث ان البعض يتسالون فيما إذا كان قد زار المستقبل.
(نوستراداموس) هو منجِّم فرنسى عاش من 1503 إلى 1566 .تذكر لنا الروايات أن موهبة (نوستراداموس) التنبؤية كانت قد بدأت تظهر بوضوح فى تلك الفترة ، عندما رأى فى (إيطاليا) راهباً شاباً يعمل برعى الخنازير فى الطريق ، وما إن اقترب منه حتى خرَّ (نوستراداموس) على ركبتيه أمامه قائلاً < قداستك! > ... (فيليس بيريت) ، الراهب الشاب راعى الخنازير ، صار قداسة البابا (سيكستوس الخامس) عام 1865 ... بعد قرابة العشرين عاماً على موت (نوستراداموس) نفسه!
كلام كثير دار حول (نوستراداموس) – مثله مثل (دافنشى) وغيرهما – حول تنبؤاته العجيبة ، بل إن العديدين يعتقدون أنه نبى. قبل أن يموت ، كان (نوستراداموس) قد انتهى من كتابة 942 نبوءة على هيئة رباعيات ، تم جمعها فى كتاب اسمه (القرون)!
تنبؤات ابيقور اكثر غرابة من تنبؤات دافنتشي لان ابيقور عاش في عام 99 قبل الميلاد، حيث كان العلم لازال في بداياته الجنينية. نبؤات ابيقورس التي ستورد هنا، وردت في قصيده شعريه تسمى DE RERUM NATURA وهي قصيده كتبت من قبل ليكوريتوس LUCRETIUS . وفق هذه القصيده يكون ابيقورس قد تنبأ بوجود الذره كأصغر جزأ من الماده، وهو الذي اطلق على الجزء اسم الذره، المستخدم لغايه يومنا هذا. كما تنبأ بالجزيئه والتي تتكون من اتحاد ذرتين وتنبأ بقانون القصور الذاتي والذي ينص على ان الاجسام تظل على حاله الحركه الا اذا اوقفت من قبل قوه خارجيه، هذا القانون لم يثبت علميا وتجريبيا الا على يد غالليليو. وقال ابقور ايضا بما يدعى بكونيه القوانين الطبيعيه اي ان قوانين الطبيعه تطبق في كل مكان من الكون وليس على الارض فقط. هذا الاكتشاف الذي عارضه ارسطوطاليس و المسيحيه حتى اثبت صحته غالليلو ، وبين ابيقور بأن المطر هو نتيجه لتبخر الماء من المسطحات المائيه بفعل حراره الشمس ويتجمع حسب حركه الرياح ويهطل مطرا بعد ذلك ، وتنبا بأن انتقال الصوت هو عباره عن حركه جزيئات الهواء بشكل موجه ضاغطه، واننا نميز الروائح على اساس حجم الجزيئات التي تتناسب مع شكل المتحسسات في الانف وان البرق يتكون من اصطدام او احتكاك بين جبهتين من العواصف وتكون نتيجه لتحرك جسيمات بسرعه عاليه وتسمى هذه الجسيمات اليوم الكترونات وهي التي تشكل الشكل الخارجي للماده . وقال ابيقور ان الزلازل هي عباره عن انزلاق شرائح طبقات الارض وان النيل يرتفع مستواه كل عام بسبب ذوبان الجليد في مصبه، وان الانسان والحيوان قد تطورا نتيجه لقانون الاختيار الطبيعي وان قوه الجذب المغناطيسي هي نتيجه تفريغ وامتصاص لجسيمات بين جسمين مغناظيسيين وان النار ليست عنصر من عناصر الحياه وانه لاوجود لمركز واحد للكون ولكن الكون يتكون من عده مجموعات من الكواكب لكل منها مركز تدور حوله وان للضوء سرعه محدده وان الزمن ليس بموجود الا بعلاقه الاشياء والاحداث بعضها ببعض لذا فان الزمن نسبي للمشاهد.
الخلاصة
ان الجنة اسطورة قديمة من اساطير العرب، ومفهوم الجنة اللغوي والتفسيري هي جنان وانهار، بما يعني ان العرب، من اساطيرهم الخاصة واساطير اليهود، كانوا يعتقدون ان ارض العرب كانت جنات عدن، ولذلك من الطبيعي التصور ان تعود الجنات والانهار اليها، خصوصا وان المشروع المحمدي كان بناء هيبة العرب ودولتهم الغنية والجميلة والنقية. لذلك، فالتصورات الطبيعية الاسطورية، التي تشكل الخلفية الثقافية لمحمد وعصره، تقول ان ارض العرب كانت جنات وانهار.. ولايحتاج الامر الى تحزير.
وفي مسند الإمام أحمد بسنده يقول الرسول ( صلى الله عليه وسلم) :
" لا تقوم الساعه حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا وحتي يسير الراكب بين العراق ومكة لا يخاف إلا ضلال الطريق وحتي يكثر الهرج قالوا وما هو الهرج يارسول الله ؟
قال القتل “
من اين علم محمد ان ارض العرب كانت مروجا وانهارا؟
في الواقع لم يصلنا الكثير عن مصدر تصورات محمد مفاهيمه الا بسبب الاسلام ومن مصادر المسلمين، ولغرض وصف حياة الرسول وصحابته، ولرجم الكافرين وادانتهم. ان تصورات عصر محمد، غائبة تماما إذا كانت لاعلاقة لها بالاسلام. غير اننا نعلم ان الاسلام بذاته مجموعة اقتباسات عن السابقين، ولايملك طقوسه وقصصه الخاصة، فإغلب عناصرها من خبرات وتجارب الحضارات المجاورة، حيث نعلم بصراع بين الرب رع ورب الصحراء (1). ولولا التفاسير في معرض شرح القرآن لما كان لدينا موارد تعرفنا بمصادر طقوس وقصص القرآن، ولكان الاعتقاد انها جاءت من الوحي. لماذا سيكون " مروجا وانهارا " وحدها من الوحي، في الوقت الذي نجد ان اساطير الاسلام ذات منشأ من حضارات الجوار؟
ونحن نعلم ان الحديث اعلاه كان في معرض وصف قيام الساعة المُدعى، ولكن احاديث الرسول نفسه تشير الى انه كان يعتقد ان العالم على أعتاب قيام الساعة، وان القضية تتعلق بجيل او جيلين. يقول فى صحيح مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل عند عين تبوك ‘‘ يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما ها هنا قد ملئ جناناً ‘‘
ومسألة ان ارض العرب كانت مروجا وانهارا لها ارتباط بتصورات العرب، والاسلام، على الجنة ورواياتها. ان جنة عدن تعود بجذورها الى العصر البابلي حيث كان الاعتقاد ان منطقة الدلمون (البحرين والامارات) كانت جنة الخلد، التي سافر اليها اينكي للوصول الى حياة الخلود. (2)
وفيما بعد كان يطلق تعبير عدن على ارض اليمن، ثم انشؤا السدود للتحكم بالامطار، حتى هاجرت قبائل الى الحجاز، بعد تحطم سد مأرب ولم يعد المطر كما في السابق. وهذا الامر جرى في عصر قريب لمولد محمد، فنحن نعلم ان القبائل المهاجرة من اليمن كانت تعلم منبتها ومنها قبئل اهل المدينة الذين سكنوا الى جانب قبائل اليهود التي كانت تملك المنطقة قبلهم ووافقت على اسكانهم. وهذه القبائل نقلت معها تصوراتها واساطيرها عن جنة عدن السابقة، ولذلك لابد ان محمد على علم بها، خصوصا وان قبائل المدينة هم اخواله.
ومسألة الجنة على الارض موجود في التراث اليهودي، الذي يتكلم عن هبوط آدم وحواء الى الارض، وقد انتقل الى التراث الاسلامي، مما يدل ان محمد لابد قد سمع به عن اليهود. -روى الإمام الطبري في تاريخه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:أهبط آدم بالهند ، فجاء في طلبها حتى اجتمعا فازدلفت إليه حواء ، فلذلك سميت المزدلفة ، وتعارفا بعرفات ، فلذلك سميت عرفات وتعارفا بجمع فلذلك سميت جمعاً.
وليس من المعقول ان آدم جاء اليها عبر صحراء مثلا، ولابد ان التصورات ان الارض كانت خضراء تسمح له بالسير الى مكة والالتقاء بحواء بدون ان يموت من الجوع او الحر، حيث الاعتقاد ان المنطقة المباركة والمقدسة كانت توصف بعدن. ونحن نعلم ان آدم وحواء وضعوا اوراق الشجر لاخفاء عورتهم حتى لايراها الشيطان الذي كان مهتم للغاية برؤيتها. ذلك يعني ان الاشجار، بالضرورة كانت موجودة في منطقة النزول ومن بينها عرفات، حيث يتصور المسلمين الاوائل انه موقع نزول حواء.
في قصة التكوين التوراتية نرى ان آدم وحواء نرى ان القصة تدور بين الجنة والارض، وكان الجنة على الارض وكانها تملك مدخلا بالامكان الدخول منه والخروج منه، وان ادم وحواء وابنائهم قادرين على خداع الحراس . بذلك يكون مفهوم التتداول بين الجنة (بمعنى الخضار الدائم) وبين الواقع جزء لايتجزء من الاساطير اليومية المتتداولة في ثقافة عصر محمد الطبيعية.
ولكن ماذا عن منطقة مكة، هل هي معنية بالنبوءة ايضا، على إعتبار انها جزء من ارض العرب، وافضل الاجزاء فيه؟ هل كانت منطقة مكة ممتلئة بالمروج والانهار، وهل ستعود اليها المروج والانهار المفقودة؟
"رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّم" (37 - إبراهيم )
ومن المعروف عند علماء الأرض بأن الوادى هو منطقة منخفضة بين جبلين من الأرض تكونت بفعل جريان المياه التي تتدفق عبر المجرى أتية من المنبع والذى يكون في معظم الاحيان علي هيئة جبال مرتفعة ترتطم بها السحب المحملة بماء المطر. ونحن نعلم ان منطقة مكة تقع في منطقة امطار موسمية غزيرة تؤدي الى سيول وفيضانات ولكنه ليس بالامكان ابقائها والاحتفاظ بها، من جهة لان المنطقة محدودة بمرتفعات جبلية بركانية ومن جهة ثانية لان الارض تغطيها حممم صلبة تمنع الارض عن امتصاص غالبية الماء ومن جهة ثالثة لان السيول على سفوح الجبال جعلت التربة مكشوفة ومنحدرة في إتجاه البحر. كل ذلك يجعل من غير الممكن ان تصبح المنطقة ممتلئة بالمروج او الانهار، وعلى الاخص الانهار. وليس من المؤكد ان المنطقة كانت مغطاة بالمروج او فيها انهار. ان فكرة محمد مبنية على الاساطير الشائعة في عصره ان ارض العرب كانت مكان جنات عدن، ولذلك من الطبيعي ان من علامات الساعة ان تعود الانهار والجنات الى ارض العرب.
وعلى افتراض ان محمد قد استنتج ذلك بدون اية مقدمات وبدون علة، على الرغم من ان مالدينا يكفي لنفي ذلك، هل يعني ان استنتاجاته تفرض القول انه الوحي وليس الذكاء. هل تنعدم الامثلة على حدوث استنتاجات مشابهة في التاريخ الانساني، بحيث يكون مثل هذا الاستنتاج دليل على الوحي وحده؟ وإذا كانت لدينا امثلة على وجود مثيل لها هل يعني ذلك انه يجوز لنا ان نقول انها وحي وليس ذكاء، ام ان الامر يختص حصرا بمحمد؟
في كتاب سنسكريتي مقدس Mahayana يعود الى ماقبل 100 سنة قبل الميلاد يوجد نص يتكلم عن تعدد العوالم وان عددها لانهائي وانه مهما اخذنا من هذه العوالم فإن عددها لاينقص. وذلك يتوافق اليوم مع نظريات فلكية حديثة ومع رياضيات اللانهاية. هل نعتبره كتاب مقدس الهي، من حيث انه يقدم لنا اعجازا لاشك فيه؟
ديانة Vedic seers تصف عالمنا على انه بين مصدرين الطاقة الكونية والطاقة المظلمة، وهو بالذات الذي يتكلم عنه الفيزياء الحديث.
في عام 218 ميلادي تنبأ حكيم من شعب مدينة Lykien وهو اغريقي ان الديمقراطية ستسود في العالم يوما ما. وتعتبر مدينتهم رأس اول اتحاد بين الممالك المدن التي اقامت الديمقراطية في العالم.
ومن مخطوطة مصرية قديمة تطل علينا نبوءة هرمس، التي صيغت في القرن الثاني، تقول:
ينبغي عليك أن تعرف، سيأتي ذلك اليوم الذي فيه سيتضح كم كان عديم الجدوي ورع المصريين وخدمة هذا الشعب المفعمة بالتضحية له، ستنحط هنا الذكري المقدسة للآلهة وتتحول إلي عدم وسيرحل الآلهة أنفسهم من هنا نحو السموات، سيهجرون الأرض المصرية للأبد وهكذا فإن هذا البلد الذي كان عبر قرون طويلة مهدا ودعامة وعمادا ومحرابا للدين الحق سيجرد من الحضور الإلهي ويتيتم ويصبح فارغا. سيحتل الغرباء أرضه الزراعية ولن يقتصروا علي الاستخفاف بالإيمان المقدس وإنما كم هو مؤلم هذا الشيء سيصدر مرسوم سيحظر تحت طائلة أقسي العقوبات الالتزام بقواعد الدين والتقوي والعبادة. هذه الأرض الجليلة، مقر المذابح الإلهية ستملأ منذ الآن بالقبور والجثث فقط. يا مصر، يا مصر الحبيبة ! لن يبقي ما يشهد في القرون المقبلة علي عباداتك سوي الأساطير والحكايات ولكنها بالرغم من ذلك ستبدو للأجيال مجرد خرافات عادية، ستصمد الآثار المنقوشة من الحجارة وحدها كآثار وبراهين علي أفعالك التقية. آه يا مصر، سيستوطن السكوذي أو الهندوسي أو واحد آخر شبيه بهما، همجي من البلاد المجاورة. آه، ما هذا الذي أقوله عن مصر؟ ولن يتركوا مصر وعندئذ ستترك الآلهة أرض المصريين هاربة للسماء وستموت هوية المصريين، ...... وإذا بقي بعض السكان مصريون فبلسانهم فقط وسيصبحون غرباء وكذلك عملهم
وفي القرن الرابع قبل الميلاد جاء لوسيبوس وديموقريطس بنظريتهما الذرية في مواجهة بارمنيدس. كانت تعاليمهما تنص على أن الكون يتكون من أجسام جامدة متناهية في الصغر، ولاتقبل الانقسام، وتسمى بالذرات التي تتحرك في الفراغ وتتجمع لتكون الأشياء الأكبر حجماً التي ندركها بخبراتنا المتعارف عليها.
استراليا، جاءت تسميتها من الكلمة اللاتينية australis, والتي تعني الجنوب. في العصر الاغريقي تصور الفلاسفة الاغريق، وبالتحديد اريسطوطاليس، انه لابد ان يكون هناك قارة الى الجنوب، ثم وافقه بطاليميوس على ذلك. وفيما بعد، بين قرون 14-17 اصبحت خرائط بطاليميوس معتمدة واطلق عليها راسموا الخرائط "Terra Australis Incognita" اي " الارض المجهولة في الجنوب"
لدينا ايضا تنبوءات دافنتشي الاعجازية، حيث قام بوضع مخططات لمجموعة افكار تطبيقية تقارب تماما اخر الاختراعات الموجودة في عصرنا اليوم، مثل الدبابة والهيليكوبتر والغواصة والمظلة والطيران الانسيابي على الهواء والبندقية والرشاش والحصادة. لايوجد في العالم مفكر واحد تمكن من تصور مجموعة من الاختراعات بهذا الشكل وبدون اية فكرة مسبقة مثل دافنتشي بحيث ان البعض يتسالون فيما إذا كان قد زار المستقبل.
(نوستراداموس) هو منجِّم فرنسى عاش من 1503 إلى 1566 .تذكر لنا الروايات أن موهبة (نوستراداموس) التنبؤية كانت قد بدأت تظهر بوضوح فى تلك الفترة ، عندما رأى فى (إيطاليا) راهباً شاباً يعمل برعى الخنازير فى الطريق ، وما إن اقترب منه حتى خرَّ (نوستراداموس) على ركبتيه أمامه قائلاً < قداستك! > ... (فيليس بيريت) ، الراهب الشاب راعى الخنازير ، صار قداسة البابا (سيكستوس الخامس) عام 1865 ... بعد قرابة العشرين عاماً على موت (نوستراداموس) نفسه!
كلام كثير دار حول (نوستراداموس) – مثله مثل (دافنشى) وغيرهما – حول تنبؤاته العجيبة ، بل إن العديدين يعتقدون أنه نبى. قبل أن يموت ، كان (نوستراداموس) قد انتهى من كتابة 942 نبوءة على هيئة رباعيات ، تم جمعها فى كتاب اسمه (القرون)!
تنبؤات ابيقور اكثر غرابة من تنبؤات دافنتشي لان ابيقور عاش في عام 99 قبل الميلاد، حيث كان العلم لازال في بداياته الجنينية. نبؤات ابيقورس التي ستورد هنا، وردت في قصيده شعريه تسمى DE RERUM NATURA وهي قصيده كتبت من قبل ليكوريتوس LUCRETIUS . وفق هذه القصيده يكون ابيقورس قد تنبأ بوجود الذره كأصغر جزأ من الماده، وهو الذي اطلق على الجزء اسم الذره، المستخدم لغايه يومنا هذا. كما تنبأ بالجزيئه والتي تتكون من اتحاد ذرتين وتنبأ بقانون القصور الذاتي والذي ينص على ان الاجسام تظل على حاله الحركه الا اذا اوقفت من قبل قوه خارجيه، هذا القانون لم يثبت علميا وتجريبيا الا على يد غالليليو. وقال ابقور ايضا بما يدعى بكونيه القوانين الطبيعيه اي ان قوانين الطبيعه تطبق في كل مكان من الكون وليس على الارض فقط. هذا الاكتشاف الذي عارضه ارسطوطاليس و المسيحيه حتى اثبت صحته غالليلو ، وبين ابيقور بأن المطر هو نتيجه لتبخر الماء من المسطحات المائيه بفعل حراره الشمس ويتجمع حسب حركه الرياح ويهطل مطرا بعد ذلك ، وتنبا بأن انتقال الصوت هو عباره عن حركه جزيئات الهواء بشكل موجه ضاغطه، واننا نميز الروائح على اساس حجم الجزيئات التي تتناسب مع شكل المتحسسات في الانف وان البرق يتكون من اصطدام او احتكاك بين جبهتين من العواصف وتكون نتيجه لتحرك جسيمات بسرعه عاليه وتسمى هذه الجسيمات اليوم الكترونات وهي التي تشكل الشكل الخارجي للماده . وقال ابيقور ان الزلازل هي عباره عن انزلاق شرائح طبقات الارض وان النيل يرتفع مستواه كل عام بسبب ذوبان الجليد في مصبه، وان الانسان والحيوان قد تطورا نتيجه لقانون الاختيار الطبيعي وان قوه الجذب المغناطيسي هي نتيجه تفريغ وامتصاص لجسيمات بين جسمين مغناظيسيين وان النار ليست عنصر من عناصر الحياه وانه لاوجود لمركز واحد للكون ولكن الكون يتكون من عده مجموعات من الكواكب لكل منها مركز تدور حوله وان للضوء سرعه محدده وان الزمن ليس بموجود الا بعلاقه الاشياء والاحداث بعضها ببعض لذا فان الزمن نسبي للمشاهد.
الخلاصة
ان الجنة اسطورة قديمة من اساطير العرب، ومفهوم الجنة اللغوي والتفسيري هي جنان وانهار، بما يعني ان العرب، من اساطيرهم الخاصة واساطير اليهود، كانوا يعتقدون ان ارض العرب كانت جنات عدن، ولذلك من الطبيعي التصور ان تعود الجنات والانهار اليها، خصوصا وان المشروع المحمدي كان بناء هيبة العرب ودولتهم الغنية والجميلة والنقية. لذلك، فالتصورات الطبيعية الاسطورية، التي تشكل الخلفية الثقافية لمحمد وعصره، تقول ان ارض العرب كانت جنات وانهار.. ولايحتاج الامر الى تحزير.