söndag 6 maj 2012

مغالطات الله في الاستحالة المنطقية


دعونا نطرح السؤال التالي: هل يستطيع الانسان خلق كائن آخر؟
على هذا السؤال يمكن الاجابة اليوم بنعم، من الناحية النظرية. ألإمكانية النظرية موجودة آجلا ام عاجلا، خصوصا وان الخلق لايعني من اللاشئ ، فحتى الله خلق من الشئ. أن يتمكن المخلوق من الخلق لاتوجد فيها استحالة منطقية اليوم، على العكس مما كان عليه الاعتقاد قبل عصور. يمكن القول ان الانسان تعلم الخلق من الطبيعة، على إعتبار ان الخلق آلية طبيعية يمكن إقتباسها وتعلمها واستنساخها في المختبر، فالخلق صيرورة طبيعية وليست خارج عن الطبيعة.

حسب رؤية السلف الصالح الذي كان يعتبر الخلق حكرا على الخالق الالوهي وحده، وان المخلوق ليس خالق. (ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين) الاعراف 54، كان من الطبيعي ان يتصور المسألة إستحالة منطقية، فالمخلوق مخلوق والخالق خالق. يقول: ( والذين يدعون من دون الله لايخلقون شيئا وهم يخلقون) النحل، 20

ولكن عندما يتعلق الامر بالله فالقضية تختلف، ذلك ينعكس في السؤال التالي: هل يمكن لله ان يخلق إلها آخر؟
هنا سيسارع الكهنوت الاسلامي الى الاعتراض على ان السؤال مغالطة منطقية لكونه مستحيل استحالة منطقية، فمن شروط الله ان لايكون مخلوق، ولو خلق الله الها آخر سيكون مخلوق وليس خالق، وبالتالي ليس إلهاً آخر. الله لايجوز له ان يعجز، ولكن هنا الاستحالة منطقية.. مثل ان نقول هل يمكن ان تكون غائب وحاضر في نفس الوقت، وهو امر كنا سنوافقهم فيه لولا ان القرآن (او الله) يستخدم الاستحالة الموضوعية حجة علينا، فهل تكون حلال له وحرام علينا؟

كما لاحظنا لم يعد بالامكان وصف خلق الانسان لكائن اخر بالاستحالة المنطقية لانه، عندما يتعلق الامر بالانسان المادي، القضية ليست تجريدية صرفة تفرض شروطها فوقيا وانما الواقع الذي يحدد المضمون، في حين أنه على الدوام يمكن حماية الشخصية الالهية بتعبير الاستحالة المنطقية لان الشخصية الالهية إبداع فكري محفوظ الحقوق وشروط عمله وتصرفاته موضوعة فكريا ولايمكن ان تتغير من خارج الفكرة. من هنا تكون الفكرة على الدوام محمية لخدمة الهدف المسبق في أوانه، مهما فقد من مبرراته اليوم.

ولكن، إذا كنا نحن ندفع عن الله مطالب الاستحالة المنطقية، وهو القوي العظيم، فهل يحق لله ان يقدم مطالب مستحيلة منطقيا لتكون حجة علينا، ونحن الضعفاء؟ اليس الاولى ان يراعي الله هذه المسألة في طروحاته؟ ان يجوز لله طرح الاستحالة المنطقية علينا من باب اولى ان يبيح ذلك الاجازة لنا على طرح تحديات الاستحالة المنطقية على الله، وهو القادر.

دعونا نشير الى بعض الامثلة. التحدي الوحيد الذي رفعه القرآن هو ان نأتي بسورة من مثله. ولكن ماذا يعني ان نأتي بسورة من مثله؟ هل المقصود سورة بالمعنى ام بالبلاغة ام بالهدف ام بالشكل ام جميعهم مع بعض؟ نحن لدينا العديد من السور التي اختلف المفسرين على معناها وحللوها ليقطعوا معانيها تقطيعا لمجرد ان كلمة فيها قابلة للاستطراد، تماما مثل آية التحدي اعلاه. ان اي نص فكري حر لايمكن الاتيان بمثله على الاطلاق، لان ذلك إستحالة منطقية. Marcel Proust ( مارسيل بروست) كاتب فرنسي شهير كتب كتابا اسمه " بحثا عن الزمن الضائع" وعلى الرغم من انه انجز سبعة مجلدات منه الا انه لم يكمله. لااحد استطاع او يستطيع تتمة القصة، لان ذلك سيشوهها ولن يكون " مثلها".
ان نأتي بنص " مثله" يسمى استنساخ وإذا كان على شاكلته يسمى تقليد. بذلك لايمكن الاتيان بمثله، تماما كما اننا لانستطيع الاتيان "بمثل" اي نص ادبي اخر على الاطلاق. في الواقع حتى الله لايستطيع ان يأتي بمثل اي نص بشري. قد يأتي بأفضل منه ولكنه لن يأتي بمثله لانه مستحيل استحالة منطقية، فكيف يطلب منا مايعجز هو عنه؟

خطأ منطقي اخر يقدمه لنا القرآن حجة على الانسان هو ان الله يحيي العظام وهي رميم، ليعود الانسان (الفرد بذاته) فيقف امام ربه ليحاسب بجسمه و " كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها" (النساء، 56). وهي اية يعتبرها البعض اعجازا. ولكن هل حقا يستطيع الله ان يعيد العظام وهي رميم، ان يعيد كل انسان بذاته، ان ان ذلك استحالة منطقية، وبالتالي مغالطة منطقية؟

ان جسم الانسان هو ذرات من مختلف الاشكال، جاءت الى البنية الانسانية من الطعام والشراب، اي انها ذرات كانت مكونات للكثير من النباتات والحيوانات الاخرى. وعندما يموت الانسان يأكل جسده الديدان والطيور والحيوانات والنباتات وفي النهاية تنتقل الذرات الى اجساد بشر اخرين. على مدى قرون انتقلت هذه الذرات من اجساد الى اخرى، وفي النهاية تصبح الذرة الواحدة جزء من اجساد بضعة الاف من الاشخاص فأي منهم سيعيده الله بجسده وكيف ستكون الاجساد هي نفسها ومكوناتها مكررة على الدوام؟ ان يتمكن الله من إعادة فلان رقم 1 بجسده يتعارض مع إمكانية ان يعيد فلان رقم 2 لان المكونات المستخدمة هي نفسها. لايمكن ان تكون المكونات ذاتها في مكانين مختلفين بنفس الوقت، ويزداد التعقيد اذا كانت ستكون في بضعة الاف مكان في نفس الوقت. وفي النتيجة سيعني ذلك ان الذرات نفسها ستكون في الجنة وفي النار في ذات الوقت، لانه من الممكن ان تكون الذرة كانت في جسم انسان مؤمن وفي مرة اخرى كانت في جسم انسان كافر، فكيف سيتمكن الله من حل هذه الاستحالة المنطقية؟

ولكنه إذا كان قادرا على حل مثل هذه الاستحالات المنطقية فلماذا لايستطيع حل بقية الاستحالات المنطقية؟ لماذا تكون المسألة انتقائية وليست منطقية؟
( أفحسبتم إنما خلقناكم عبثاً وانكم الينا لاترجعون) المؤمنون ، 115.

2 kommentarer:

  1. {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة259

    SvaraRadera