tisdag 4 oktober 2011

المصدر السومري لله، ودور اللغة في خلق المفاهيم

لااحد يعلم من اين جاء السومريين الى ارض الرافدين، وفي الحقيقة السؤال لاقيمة تاريخية له، إذ على الدوام بالامكان السؤال من اين جاؤوا الى المكان الذي جاؤوا منه ثم الذي قبله ثم الذي قبله، غير ان اهمية الامر نابعة من اسباب قومية ودينية في العقل العربي الحديث.

مايتفق عليه المختصون ان السومريين ليسوا من قبائل جاءت من شبه الجزيرة، هذا الاستدلال بالذات بسبب عدم ارتباط اللغة السومرية باللغات الجزيرة، بما فيه باللغة العربية الحديثة ولغة القرآن، على العكس من لغات القبائل اللاحقة التي توالت على ارض الرافدين، إذ انها جميعا لها جذور لغوية سامية.

بعد السومريين الغير ساميين جاء الاكديين الساميين، وهي قبائل انحدرت من شبه الجزيرة. في البدء تعايشوا جنبا الى جنب مع بعض، ليتعلم الاكديين لغة السومريين ويستخدموها الى جانب لغتهم، لهذا السبب نجد ان الاكديين كانوا مضطرين الى كتابة كتبهم باللغتين في آن واحد، لتصبح كتاباتهم اول معاجم لغوية في العالم.

وبفضل معاجمهم نستطيع فهم اللغتين والثقافتين بالمقارنة بينهم. مع مرور الوقت نجد ان الاكديين اقتبسوا نظام السومريين الديني وآلهتهم وميثالوجيتهم وطقوسها ومعها الكثير من كلماتهم الدينية لتصبح جزء من اللغة الاكدية. من ضمن هذه الكلمات الكلمة التي انحدر عنها كلمة الله الحالية، بمعنى ان جذر الله ليس من اصول سامية اساسا.

وبعد الاكديين جاءت ايضا موجات جديدة من الهجرات السامية من شبه الجزيرة وبدورها انصهرت في ثقافة المنطقة المتفوقة وذات الاصل السومري، على الرغم من ان قبائل المهاجرين كانت الاقوى عسكريا وهي التي استولت على السلطة السياسية. في النتيجة نجد ان آلهة السومريين الغير سامية ولاهوتهم اللغوي هما اللذان بقيا احياء عبر العصور وحتى بظهور الابراهيميين، لينتصر معهم احد ارباب السومريين القدماء معلنا نفسه الاله السماوي المقدس الاوحد ومنقلبا على اشقائه وشقيقاته، مستوليا على العرش.

في النصوص الاكدية والسومرية نجد اصول العديد من اساطير الاولين التي اوردها القرآن، على إعتبارها احسن القصص، ومنها قصة الخلق من طين وقصة الطوفان واصول عبودية الانسان للالهة ومبررات القربان والدعاء والطقوس، بما فيه مفهوم بناء بيوت الله.

في مقال للدكتور السوري عبد الرحمن السليمان المتخصص في الساميات يطرح نص
بابلي صغير مع شرحه، اختاره من قانون حمورابي (المادة السادسة)، يقول:

6. شُمَّ أَوِيلُم نَمْكُور إلِم وإِيكَلِم يِشْرِقْ، أَوِيلُم شُ يِدَّقْ، و شَ شُرْقَم إِنَ قَاتِشُ يِمْخُرُ يِدَّقْ.


الترجمة الحرفية له:
"إذا سرق رجلٌ رزقاً لإله أو من هيكلٍ، يُقتل ذلك الرجل، ويُقتل كلُّ مَن استلم من يده شيئاً مسروقاً".

ولكنه يقدم لنا ايضا شرح لغوي مفصل للنص فيقول:

شُم:ّ حرف شرط. أَوِيلُم: "رجل"، اسم نكرة مرفوع، مشتق من الجذر "أول". وكان في المجتمع البابلي ثلاث طبقات: طبقة الأحرار (أَوِيلُم)، طبقة الفلاحين (مُشْكِينُم) وطبقة العبيد (وَرْدُم من الجذر "ورد"). نَمْكُور: "رزق، مال، متاع"، والكلمة سومرية. اسم منصوب مضاف، وتحذف الحركة في المضاف في الأكادية.
إلِّم: "إله"، ويجانس في العربية "إلٌّ" بنفس المعنى. اسم نكرة مضاف إليه.
[لكلمة "إله" في اللغات السامية جذران اثنان هما: الجذر الأول: إلٌّ (ill-um) الأكادية: إلٌ (= ill-um)، العبرية: אל (= īl)، الفينيقية والأوغاريتية: إلّ، السريانية: ܐܠܐ (=ellā)، العربية: إلٌّ. (انظر معنى "إلٍّ" في الآية الكريمة: لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذِمة. (10:9) وكذلك معنى قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه عندما تُلي عليه بعض من "وحي" مسيلمة الكذاب: "إن هذا لشيء ما جاء به من إلٍّ" ).
ويؤنث هذا اللفظ في العربية على : إلَّةٌ (= illat-un) ومنه جاء اسم الصنم "اللات"). ومنه اسم مدينة "بابل" بالأكادية: "باب إلّيم" (= Bāb Ill-īm) أي "باب الآلهة". ويرد الاسم في العبرية كثيراً في أواخر الأسماء مثل إسماعيل وميكائيل وإسرائيل، وورد في العربية في أسماء مثل "ياليل" و"شرحبيل".
الجذر الثاني: "إله" (بإضافة الهاء) العبرية: אלוה (= elōah، وانحراف اللفظ في العبرية مصدره انقلاب ألف المد قبل حروف الحلق إلى ōa). وهذا اللفظ نادر الورود في التوراة بالمفرد وكثير الورود فيها بصيغة الجمع هكذا: אלהים (= elōhīm = إلوهيم. ويرى علماء التوراة في جمع اسم الإله فيها مشكلة لاهوتية عويصة ويرى بعضهم أن ذلك "جمع جلالة" أو pluralis majestatis). الآرامية القديمة: אלוה (= elāh)، السريانية: ܐܠܗܐ (=elāhā) "الإله" والألف نهاية الكلمة للتعريف، العربية: إله/إلاه].
وإِيكَلِم: الواو حرف عطف وإيكل: "هيكل"، من السومرية أيضاً، والكلمة نكرة مجرورة لأنها مضاف إليه. يِشْرِقْ: يسرق (الجذر "سرق"): فعل تام.
شُ / شَ: اسم إشارة "ذلك"/ اسم موصول "الذي". يِدَّقْ: يُقتل الجذر "دقق")
شُرْقَم: اسم نكرة منصوب "المسروق"، "الشيء المسروق". إن: مِن. قَاتِشُ: اسم مجرور مضاف إلى ضمير. "يدهُ". قاتُ: "يد"، شُ: ضمير الملك للغائب المفرد. يِمْخُر: استلم (الجذر "مخر
.

ويقول ايضا توضيحا لمعنى الميم :"
احتفظت اللغة الأكادية، بحكم قدمها، بالكثير من خصائص اللغة السامية الأم وهي اللغة التي تفرعت اللغات السامية عنها. فاحتفظت بالإعراب الذي لم تحتفظ به كاملاً إلا الأكادية والعربية مع فارق أن الإعراب في الأكادية يكون بالميم وليس بالنون (التنوين) كما هو في العربية، والإعراب بالميم (تَـمِّيم) هو الأصل في الساميات. ويشار إليه بوضع ميم صغيرة في نهاية الكلم. مثال: مُشْكِينُم (muškīn-um) "مِسكين"، والكلمة من السومرية."

منه نلاحظ اسباب وجود الميم في كلمة إلم الاكدية، ولماذا ستكون إلا في العربية الحالية، كما نرى ان جزء آخر من كلمات السومريين انتقلت الى لغة الساميين الاكديين ومن تبعهم من الساميين، الامر الذي يعطي فكرة عن جذور اللغة العربية ومصادر اثراءها الغير سامي.

غير ان المعضلة ان إل في السومرية، اي في لغتها الاصلية، تعني السيد، وهو المعنى نفسه لكلمة بعل إله الفينيقيين.
ومن حيث ان إله هي احد صور كتابة إل (في اللفظ نجد ان إل تختلف نطقا من منطقة الى اخرى ومن شعب الى اخر لتصبح إلا ، إلاه، اله، إلهو) الامر الذي يصور لنا سهولة تحولها الى الله واللهم والوهيم.
وعندما نقول "الاله بعل" مثلا فذلك سيعني في واقع الحال اننا نقول السيد السيد. ولكون الله هو شتقاق من إل، فسيكون مقارنة الله مع بعل لامعنى له، لانه مقارنة السيد مع السيد. كما ان القول ان الله هو الاله ايضا لن يكون له معنى بالمضمون اللغوي لاصل الكلمات وانما فقط بعد اقتباس نطق الكلمة الاجنبي بدون معناها، لنبني لها معنى تجريدي اخر في ثقافتنا..

غير ان ذلك بالذات، على العموم، يقدم لنا صورة عن الدور الخالق الذي لعبته اللغة عبر تطورها، ليصبح سوء الفهم واقتباس كلمات اجنبية بدون فهم محتواها مصدرا لمفاهيم عقائدية تصبح في اذهاننا موازية للحقيقة المطلقة، فلا حول ولاقوة إلا بإلا

2 kommentarer:

  1. ولكن الا يعني ذلك ان اسم الله كان معروفا منذ القدم لدى السومريين، وبالتالي ان يكون ذلك دليلا على التنزيل وليس الاختراع؟

    المشكلة لها عدة ابعاد:
    في اللغة السومرية، التي ابدعت كلمة إل ، تعني الكلمة " السيد" وبالتالي فهي صفة وليست اسم، ويفترض ان يتم ترجمة المعنى الى القرآن العربي وليس اقتباس الكلمة على انها اسم.
    في الحال الذي اتبعه القرآن نزولا عند التطور الثقافي للمفاهيم الدينية عند شعوب المنطقة، يظهر منه ان القرآن يجهل المضامين اللغوية والتاريخية للكلمة مما اوقعه في اخطاء عمليا.
    مثلا نعلم ان بعل لدى الكنعانيين، يعني ايضا السيد، على الرغم من ان بعل ( عند الكنعانيين) هو ابن ايل، اي انهم ارتكبوا الخطأ نفسه في اقتباس الصفة الى اسم، وهذا امر مفهوم لكون السومرية تختلف عن الارامية. سيصبح معنى بعل ابن ايل، بمعنى السيد ابن السيد. وهذا الامر يفترض ان يعرفه " الله" اي السيد الاول.
    عندما سيقول في القرآن " اتدعون بعلا وتذرون احسن الخالقين" سيعني لغويا انه كمن يقول " اتدعون السيد وتذرون احسن الخالقين" (يقصد الله) فيكون السيد، وهذا هراء
    او عندما يقول " الله ربكم" ايضا تعني السيد سيدكم.. وهذه المسألة مجهولة تماما في التصورات التي يقدمها القرآن
    بل واكثر من ذلك نجد ان هذا الخطأ ليس استثناء والذي يدل على فقدان كاتب القرآن للعمق التاريخي، حيث نجده لايعلم ان فرعون صفة وليس اسم علم كما انه لايعلم ان المسيح صفة وليس اسم علم تماما كما انه لايعلم ان إيل والرب وبعل صفات وليس اسماء اعلام
    هذه هي المعضلة التي تفقد القرآن مصداقيته

    SvaraRadera
  2. وأنا أخالفك الرأي;
    السومريون قدموا من أرض الجزيرة العربية وهنالك نظريات كثيرة تثبت ذلك ;أنظر مقالات الباحث عبدالرحمان الصباغ في موقع ديوان العرب والباحث العراقي أبو الصوف وغيرهم كثر والدراسات الجينية بهذا الشأن وآخر دراسة أجريت في عمان عن الهجرات البشرية الأولى من منطقتها الى وادي الرافدين.أما بالنسبة للغة السومريين فهي مليئة بالمفردات العربية من قبل وصول الأكديين للعراق بقرون وعلى سبيل المثال كلمة مسكين التي تقول عنها سومرية،فهي من مصدر مَسَكَ فماسك ثم مسكن أي في الأصل المكان الذي تمسك فيه الأحياء وتسكن فيه،وكانت بالأصل عبارة عن حاجز دائري صخري أو خشبي لحجز الماشية والكلمة تترادف مع أختها مسجن وسجن ومن هنا معنى كلمة مسكين.أي كانت تعني بالبدء الأسير والسجين.أما كلمة ألله فهي جائت من مفردة عل وعالٍ من العلو أي في السماء ومنها أشتق أسم علي وعلياء ولقد خفف حرف العين الى همزة في كلمة ألله وهذا التخفيف كثيراً مايوجد في العربية وأخواتها مثل باب عيل أو باب أيل أو باب ألله التي مازلنا نستخدمها في العراق لصرف السائل أو عند التوجه للعمل أو أسم الملك آشور بانيبال وأصله عاشور أبن بعل. فكلمة ألله إذن عربية صميمة لأننا نستطيع أرجاعها للمصدر ونستطيع أن نجد تصريفاتها في لغتنا.بل حتى كلمة ~ تعالَ ~أو تعالي للمؤنث هي مركبة من أنت وعال أي أنت أو أنتي أصعد عندي أو أصعدي فتعني العلّو.أرجو من الكاتب أن تكون كتاباته علمية وبعيدة عن ألأحقاد وكره دين الآخر والتعصب والأعتماد على كتاب نكرات فهذا يضر بمصداقيته وبموقعه.

    SvaraRadera