söndag 2 oktober 2011

لماذا يمكن المعالجة بالقرآن؟

الايمان بالوهم يشفي المريض
  في القديم كان هناك شامانات وكهنة تعالج المرضى بقوة الايمان بالوهم ( الذي يأخذ اشكالا مختلفة) بكفائة عالية لازالت تدهش العلماء حتى اليوم. بعض هذه الفنون حفظتها لنا الذاكرة وبعضها الاخر لازال حيا برجاله في بعض المناطق بصورته القديمة او تحت اسماء جديدة كرجال دين.
اصبح من الواضح ان الايمان يؤدي الى الشفاء ويعزز التأثير الايجابي للدواء حتى ولو كان الدواء ليس إلا كذبة كبيرة، إذ ان الايمان وحده بصحة الدواء كافي في اغلب الاحيان للشفاءالامر الذي يوضح الانتشار الواسع للايمان وضرورته الحيوية لصحة الانسان بغض النظر عن مصدره. . هذا مااظهرته على اي حال العديد من الاختبارات لظاهرة اطلق عليها Placebo effect.

كانت التساؤلات كثيرة عند الاطباء حول ما يظهر وكأن الدواء الكاذب له من الفعالية ماتعادل الدواء الحقيقي. لفترة طويلة كان الظن ان قدرة الدماغ على التصور هو السبب الذي يجعل المريض يعتقد انه اصبح في حال افضل، غير انه الان يوجد مايثبت ان الجسم والدماغ يتفاعلان فعلا فيزيائياً وان الايمان بالوهم المسمى Placebo يمكنه ان يكون سببا في نشوء التفاعلات البيوكيميائية ذاتها التي يسببها الدواء الحقيقي.

نحن نعرف مثلا ان الم الرأس يزول بعد بضعة دقائق من استخدامنا لدواء مزيل لوجع الرأس بفضل المادة الفعالة في الدواء مثل acetylsalicylsyra & paracetamol.
ولكن هذا ليس كل الحقيقة، إن توقعنا اللاواعي بأن الالم سيزول قريباً عامل بحد ذاته من القوة الى درجة انه وحده كافي لتحقيق امنيتنا بزوال الالم.


حبوب السكر تزيل الالم Placebo effect عام 2005 نشر العالم Jon-Kar Zubieta من جامعة ميتشيغان الامريكية نتائج تجاربه. لقد قام بإعطاء مجموعة من اربعة عشر شاباً معافي حقنة مؤلمة من الماء المالح في الحنك ثم دعاهم لوصف الالم الذي شعروا به. التجربة ذاتها اعيدت معهم مرة اخرى ولكن في هذه المرة قيل لهم انهم سيحصلون اولا على حقنة لمنع الالم. مالم يكونوا يعلموه ان الحقنة المانعة للالم تتكون في الواقع من محلول سكري لاغير. لقد اظهرت التجربة ان الاشخاص الذين حصلوا على حقنة الوهم اصبحوا قادرين على تحمل كمية اكبر من محلول الماء المالح قبل الوصول الى نفس المستوى السابق من الشعور بالالم.

الايمان بأنهم قد حصلوا على حقنة مخففة للالم رفعت قدرتهم على التحمل، وأكدت وجود Placebo effect. لم يكتفي Jon-Kar Zubieta بذلك بل قرر معرفة ميكانيزم عمل Placebo effect. العالم الشاب قام بتصوير الدماغ خلال التجربة بأكملها لمعرفة التغييرات التي تحدث على الدماغ لمنع الالم. لقد تمكنوا من قياس كمية المادة المسماة endorfin التي يفرزها الدماغ لتخفيف الالم، وتتشابه الى حد كبير مع المورفين.

التصوير اشار الى ان الدماغ افرز من مادة ايندورفين كمية اكبر عند إعطاء حقنة الوهم وان هذا الايندورفين أثر على اربع مناطق من مناطق الدماغ. هذه المناطق معروفة سابقا للعلماء بكونها المسؤولة عن معالجة مشاعر الالم والتحكم بها. ثلاثة ارباع اشخاص التجربة عايشوا تأثراً واضحاً بالوهم، حيث شعروا بألم وانزعاج اقل.

التجربة اظهرت ان الامر ليس مجرد " إعتقاد" شخص التجربة بأن الالم اخف، بل ان الدماغ فعلا جرت به تغييرات فيزيائية ادت الى تخفيف مشاعر الالم.


معالجة مرض الباركينسون
PET-scan احدى الامراض التي اظهرت الاختبارات انه من الممكن معالجتها " بالوهم" هو المرض المسمى Parkinson, وهو مرض عصبي يؤثر على العضلات التي تبدأ بالارتجاف والتحرك ببطء وقلق ، ولذلك ليس من الغريب ان البعض كان يعتقد ان الشيطان او الجن يسكنون في جسم المريض. المرض يحدث عندما تموت مجموعة من خلايا الدماغ المنتجة لمادة الدوبامين . الدماغ يحتاج طول الوقت الى هرمون الدوبامين من اجل التحكم بحركة عضلات الجسم، وعندما لاتكفي كمية الهرمونات المتوفرة يفقد المرء القدرة على التحكم باللحظة الحركية التي لم يتوفر بها الهرمون. الكثير من التجارب اظهرت ان مريض Parkinson الذي يحصل على حبة من الكلس العادي او حقنة ماء مالح، اي بدون فعالية كيميائية، وفي نفس الوقت يسمع انه قد حصل على دواء فعال ضد المرض الذي يعاني منه، يحصل تحسن واضح.
من اجل فهم اسباب هذا التحسن في حركة العضلات يستخدم العالم الكندي Raúl de la Fuente-Fenádez من جامعة بريتيش كولومبيا الكندية تصوير دماغ المريض بواسطة PET-scan ، التي لها القدرة على قياس درجة انتاج الدوبامين في اعماق الدماغ.

التصوير اظهر ان العلاج بالوهم ادى الى زيادة افراز الدماغ لمادة الدوبامين بمعدل 20%، وانه هناك ارتباط مباشر بين زيادة الدوبامين وبين تحسن الحركة عند المريض. في التجربة المقارنة يبدل الباحثين الدواء الوهمي بدوائين حقيقيين معروفين وموثقين هم levodopa & apomorfin. ولدهشة الباحثين ظهر ان العلاج بالوهم اجبر الدماغ على افراز الكمية ذاتها من الدوبامين كالتي يفرزها عند العلاج بالدوائين الحقيقيين الاخرين.

وبالرغم من ان كلا العلاجين ادوا الى اجبار الدماغ على إفراز الكمية نفسها من الدوبامين كان من الممكن الاعتقاد ان كلا الطريقتين سيصلوا الى الهدف بطريقين مختلفين، مثلا ان الدواء الحقيقي سيقوم بالتأثير فيزيائيا ومباشرة في حين علاج الوهم سيؤثر بطريقة غير مباشرة عن الطريق النفساني مثلا. عندها سيكون من الممكن التصور ان الدواء الحقيقي سيقوي من تأثير دواء الوهم.

من اجل التأكد من مدى صحة هذا السيناريو قام الباحث Raúl de la Fuente-Fenádez بإعطاء المرضى علاجا وهمياً وعندما كا التأثير في اقصاه قام بحقنهم بدواء apomorfin. عند اغلبية المعالجين لم تقدم دفعة الدواء اي إضافة ملحوظة لاعلى مستوى تحسين حركة العضلات ولا على مستوى فرز الدوبامين. بمعنى اخر قام العلاج بالوهم بكل مايمكن القيام به، وبالتالي لربما ان الادوية هي التي تتكون فعاليتها كتعبير عن تأثير الوهم في الدماغ وليس بسبب المادة التي يعتقد انها الفعالة.


خاصية العلاج بالوهم يمكن تعطيلها الجملة العصبية عالم الاعصاب الايطالي Fabrizio Benedetti من جامعة تورينو بحث فترة طويلة على ظاهرة تأثير الايمان بالوهم على تخفيف الالم. النتائج تشير الى انه في بعض الحالات ومن الناحية البيوكيميائية يتشابه Placebo effect مع المورفين. من اجل ان يكون المورفين قادر على ايقاف الشعور بالالم، عليه ان يرتبط مع روابط خاصة في الدماغ. هذه الروابط يمكن تعطيلها بواسطة مواد كيماوية اخرى مثل naloxon, وبالتالي تعطيل فعالية المورفين. بمعنى إذا قام المريض بتعاطي الناليكسون الى جانب المورفين، لن يتمكن من تخفيف الشعور بالالم.

Benedetti استطاع ايضا ان يبرهن على ان تعاطي naloxon يمكنه ايضا ان يحجب تأثير دواء الوهم الايجابي. في الاوضاع العادية يمكن لحقنة من الماء المالح ان تزيل الالم عند المريض الذي يؤمن ان الحقنة تحتوي على مورفين لإزالة الالم. ولكن إذا تم حقنه في نفس الوقت وبدون ان يعلم بحقنة اخرى من نالوكسون لايظهر اي إزالة للالم. وبالتالي فأن الدماغ يفرز منذ البدء مادة كافية من مضاد الالم تتساوى مع فعالية المورفين بالضبط.

النتائج من هذه التجارب وتجارب اخرى تشير الى حبة الكلس او حقنة الماء المالح لها تأثير يعادل تأثير الدواء الحقيقي إذا كان الانسان " يؤمن" بها بكل جوارحه ، ويؤمن( من خلال معلومات مسبقة تصل الى وعيه بطريقة مباشرة او غير مباشرة) انها قادرة بشكل من الاشكال على إعطاء نتائج معينة . إذا كان الايمان بهذا العلاج كبير وحقيقي بما يكفي سيكون ذلك كافي لظهور النتائج الايجابية.


اشكال الايمان بالوهم على خلفية نتائج التجارب قام العلماء بتقسيم فعالية العلاج بالايمان بالوهم الى مجموعتين، من خلال اسلوبهم بالتأثير. الى المجموعة الاولى تنتمي الحالات التي يظهر فيها تأثير فعالية الايمان بالوهم نتيجة لتوقع واعي وواثق بالنتائج المنتظرة من الدواء، في حين تنتمي الى المجموعة الثانية ظهور الامر كرد فعل مكتسب ،غير متوقع وغير واعي.
جدول يوضح الامراض التي يؤثر الايمان بالوهم في علاجها حسب المجموعة
اسم المرض مجموعة الوهم التي تؤثر به
النرفزة العصبية المجموعة الاولى
الالم الاولى والثانية
باركينسون الاولى والثانية
الكآبة الاولى والثانية
ضعف جهاز المناعة الاولى
التوازن الهرموني الاولى
شيزوفرينيا لايوجد تأثير للوهم


رد الفعل المكتسب بالمقارنة مع بقية ردود الفعل، هو رد فعل تعلمه الانسان عبر تجاربه الخاصة، ويؤدي الى ان الانسان او الحيوان يمكنهم إبداء رد فعل سريع وفعال على بعض الحالات التي تقدم مؤشرات متماثلة. العالم الروسي ايفان بافلوف وتجاربه الشهيرة تقدم لنا نموذجا عن ردود الفعل المكتسبة. الكلاب تعلمت ان قرع الجرس قبل وجبة الغذاء مرتبطة بالغذاء، مما جعل مجرد قرع الجرس كافياً لتفرز اللعاب عند سماعها له، بغض النظر عما إذا كان هناك طعام ام لا.

Placebo يتفاعل على نفس المبدأ. يوجد مايشير الى ان الدماغ يملك ميكانيزم يجعله يبني نماذج سلوك قائمة على معرفته بروتين سابق وماعليه ان يتوقع منه. عندما يعرف الدماغ شكل تأثير الدواء على الجسم يمكنه عندها إعادة الكرة مرة اخرى بنفسه. يحتاج لتنفيذ ذلك فقط إشارة بدء الانطلاق.

عام 2003 قام العالم الايطالي Benedetti بالبرهنة على إمكانية التأثير على هرمون الجسم من خلال ردة الفعل المكتسبة. العالم الايطالي اعطى، في البداية، اشخاص التجربة حقنة من الماء المالح واخبرهم ان مستوى هرمونات النمو في دمهم سيزداد. وكما كان متوقعاً لم يحدث شيئا من هذا على الاطلاق. في المرة التالي قام بحقنهم بدواء sumatriptan الذي يستخدم لرفع مستوى هرمون النمو في الدم واخبرهم بنفس الوقت عن الهدف من ذلك، في هذه المرة نجد ان مستوى الهرمون قد ارتفع فعلا، في حين اشخاص التجربة لم يعلموا شيئا عن النتائج في كلا الحالتين.

في اليوم التالي كرر الباحثين المعالجة بحقنة sumatriptan ولكن في اليوم الثالث تم حقن الاشخاص بحقنة من الماء المالح، لتتأكد التوقعات، محتوى الحقنة لم يعد مهماً لقد تعلم الجسم ماهو المطلوب منه وكيف الوصول الى ذلك، لقد ازداد مستوى هرمون النمو بالدم ولكن اقل بقليل من مستوى فعالية الحقنة الحقيقية.

من اجل فهم مالذي سبب إنبعاث الامر بالبدء بإنتاج الهرمون، اعاد العلماء التجربة ولكنهم في هذه المرة قبل ان يعطوا الحقنة الكاذبة لبعض المشاركين سربوا اليهم معلومات ان الحقنة ستؤدي الى تخفيض مستوى الهرمون في الدم. الخدعة لم تنجح، بل على العكس ارتفع مستوى الهرمون بالدم، وهذا يشير الى ان انتاج الهرمون انبعث بسبب معايشة الجسم لحالة " معروفة له مسبقا" اي تأثير الحقنة السابقة والوقت التي اعطيت فيه وملابس الاطباء، والتي اصبحت ايضاً جزء من المعايشة في اللاوعي، في حين المعرفة الواعية للمريض لم تلعب اي دور ذو تأثير. العديد من التجارب الاخرى اكدت ان رد الفعل المكتسب عملية لاواعية تماما ولاعلاقة لها بوعي المريض او تمنياته. ولكن من اجل ان تصبح هذه الطريقة في موضع التنفيذ من قبل الجسم يجب ان يكون المريض قد تعرض لعلاج حقيقي مرة واحدة على الاقل، حتى يعرف الدماغ والجسم كيف يجب ان تكون ردة الفعل.


جميع الادوية لها خاصية الوهم المجموعة الاولى التي اشرنا اليها اعلاه لاتحتاج الى ممارسة سابقة وتعويد للجسم، بل تنبعث فوراً بفضل رغبة شديدة واعية او توقع حدوث تأثير معين.

الكثير من الدلائل تشير الى ان الدماغ يستدعي إمكانيات إضافية، التي تشكل الاساس لفوزنا على الالم او اعراض اخرى. في الاحوال العادية يحتاج الدماغ الى المزيد من المادة الفعالة في الدواء من اجل السيطرة على العضلات او الالم، ولكن إذا كان يجتاحنا مايكفي من الايمان، يفرز الدماغ المادة المرادة مما يحسن فاعلية المبادرة عند الجسم.

المجموعة الثانية تعمل فقط بالوظائف الواعية، مثلا نحن نعي الالم الذي نعانيه، ولذلك تستطيع التمنيات والتوقعات ان تجلب نتيجة، ولكن ليس لنا اي علم واعي عن حالة جهاز المناعة وعن مستوى الهرمونات بالدم، ولذلك فأن توقعاتنا وتمنياتنا بدون فعالية في وظائف هذه المجموعة من الحالات.

المجموعتين يملكان نقاط تقاطع مشتركة ويتشابهون مع طريقة تفعيل الدواء في الجسم . إذا جرى المعالجة بالايمان بالوهم لشخص واعي بها او لشخص لم يعطى معلومات عن مايجب ان يتوقعه من العلاج، فأن النتيجة غير مجدية. بمعنى آخر فأن النتائج التي نحصل عليها من الادوية يعود الفضل فيها الى تأثير العلاج بالوهم من خلال توقعات المريض الواعية او المكتسبة عن النتائج المنتظرة للدواء.

Inga kommentarer:

Skicka en kommentar