söndag 2 oktober 2011

النبوة ظاهرة دماغية

 ليس من النادر ان يظهر البعض مدعيا النبوة، فقد اعتقلت السلطات السورية اثنين من مدعي النبوة العام الماضي فقط.  هذه الظاهرة يمكن رؤيتها ليس في البلدان الاسلامية فقط بل في جميع انحاء العالم بما فيها البلدان الصناعية المتقدمة، الفرق ان في البلدان الصناعية لايتعرض من يدعي النبوة الى الاختفاء في اقبية اجهزة الامن الى الابد وحتى قبل نعلم فيما إذا كان نصابا ام مريضا ام رسولا، خصوصا ان النصاب لن يجازف بحياته الى هذه الدرجة.

jz.jpg في عام 1977 تلقت مواطنة امريكية الوحي من قوة روحية تدعى Ramtha الذي عاش قبل 35000 سنة . رامزا كان يرسل كلمته وحياً مباشراً منطوقاً على لسان المواطنة الامريكية Judith Darlene Hamptons وبدون المرور بوحي اخر كما في النموذج الاسلامي الكلاسيكي مثلا. جوديث او كما تسمي نفسها مختصرا JZ تعتبر اشهر وحياً ناطقاً للحكمة العليا اليوم. ولكنها ليست الوحي الوحيد المعروف، إذ توجد " قنوات" معروفة اخرى تملئ كتبها المكاتب اليوم مثل Barthholomew, Lazaris, Mission Control.
المميز لكل قوى الحكمة العليا هذه انها تماما مثل رامزا اختارت استغلال الانسان ليكون قنالها الرسمي والناطق بكلمتها الينا، على مايبدو لم تتوصل هذه الالهة الى طرق اكثر فعالية حتى اليوم.

وصايا رامزا الى الانسان تعالج معاني فلسفية قسم منها تطرقت اليه الاديان القديمة وقسم منها جديد مثل معنى الحياة والاخلاق والحب والسلام والبيئة والقوى الكونية ووحدتنا معها.
هذه القيم المطروحة تتوائم وتسايرالمعضلات الحديثة التي تواجهها البشرية اليوم، حيث يحاول رامزا إعادة القليل من السحر الذي فقده عالمنا الحديث المنطقي والمادي.


نصب للرسول بالرغم من ان مفهوم " الوحي" ترتبط جذوره بتحضير الارواح والتنبوء او النبوة المرتبطة عادة بإله كما هو الامر في اليهودية والمسيحية والاسلام وهي حالات عادة لاتتدخل ضمن البحث العلمي غير ان تكرار هذه الظاهرةالمستمر اثار اهتمام العلماء. القوى العليا التي يدعي الاشخاص الذين يحظون بشرف التكلم بالنيابة عنها ليست كلها بالضرورة آلهة كما يمكن ان يعتقد المسلم ، وانما يمكن ان تكون قوى ذات رتبة اقل من رتبة الله، بمعنى ان العالم الاعلى لايملك بالضرورة تركيبة تتشابه مع الصورة التي يطرحها الاسلام والتي تعكس صورة مملكة سماوية تتشابه مع نظام الدولة الارضية حيث الملك يقف في اعلى الهرم يخضع له جهاز بيروقراطي كبير من الملائكة وله جيش ورعايا من العبيد. بعض المعتقدات لاتقوم بخلق مملكة في السماء كما لاتقوم بتفصيل قصة حول توزيع الادوار لقوى السماء. لهذا السبب نجد انه ليس المقصود بالقوة العليا انها "الله" وانما قوة سماوية بدون تعريف وهي ليست بالضرورة واقعة تحت تأثير إله مركزي، وبالتالي فهي لاتنفي آلهة الاخرين، فالسماء تتسع للجميع..



اتباع هؤلاء "القنوات/الرسل" يصرون على وجوب التفريق بين الناطق بالرسالة وبين مرسلها. إنهم يؤكدون ان هذا الاسلوب هو نهج تقليدي للقوى العليا استخدمته على مر العصور. ( هذا يتشابه الى حد ما مع طرح الدكتور احمد صبحي منصور الذي يؤكد على ضرورة التفريق بين كلمة النبي ومضمونها وكلمة الرسول ومضمونها، ولذلك اعتقد ان كلمة رسول تتطابق اكثر مع المقصود من " قناة" في موضوعنا كما اعتقد ان كلمة قناة تعبر نعبيرا افضل من كلمة رسول عن حقيقة الحال)
تماما كما في الماضي يوجد مجالا واسعاً لإستغلال هذا الاسلوب من قبل نصابين من اجل خلق الاتباع والعيش حياة ملؤها السلطة والإمتيازات والنفوذ من خلال خطاب ديني اخلاقي لقي ويلقى بإستمرار قبولا. ومهما كانت درجة صدقهم فأن إمكانية حصولهم على منفعة مادية ومعنوية كبيرة. " قنوات/ الرسل" العصر االحديث تحصل ايضا على منافع إضافية من خلال طباعة الكتب وبيعها والحصول على التبرعات.

JZ ايضا انشأت مدرسة لنشر الدعوة تسمى Ramtha's School of Enlightenment في مدينة صغيرة قريبة الى ولاية واشنطن. غير ان JZ تختلف عن بقية مدعي تلقي الوحي بنقطة مهمة للغاية إنها توافق على الخضوع لاختبارات علمية كاملة اثناء تلقيها للوحي من اجل البرهنة للعالم انها لاتخدع احداً.

Ramtha يتكلم يومياً الى المؤمنين من خلال JZ. علماء الاعصاب والبسيكلوجيين الذين فحصوا " الرسولة " اكتشفوا ان ضغط الدم والتنفس ونبضات القلب قد تغيرت في خلال عملية التلقي. لقد لاحظوا ايضا ان شكلها الخارجي تغيير بشكل كبير: الجسم يتضخم والصوت والحركة تتغير بشكل مثير للدهشة.

وبالرغم كل ذلك ينفي العلماء ان تكون "الرسولة" قناة لقوة عليا فعلا كما تتدعي . الباحثين على قناعة كاملة بأن " الوحي" المرسل من لدن القوة العليا رامزا نشأت في وعي الرسولة نفسها ولكن من الممكن ان تكون الرسولة نفسها غير واعية بذلك. وهي نفسها تعترف بأنها لاتتذكر شئ مما جرى خلال عملية أداء دور الناقل للرسالة المقدسة.

يجد العلماء صعوبة كبيرة في الوصول الى اتفاق حول سبب مقنع يقف وراء هذه الحالة ، ولكن يعتقدون ان JZ لها القدرة على السماح لخصائص اخرى من شخصيتها على البروز والتسييد عندما تكون في دور الرسولة وانها بسبب طغيان التربية والبيئة بالمفاهيم الدينية على نفسيتها ودماغها، يخلق دماغها في اللاوعي دور النبوة ويتلبسه بقناعة كاملة بحيث ان لعبه للدور كان كاملاً وحقيقياً ومقنعاً..


عندما تتمثل JZ دور النبوة تتكلم بلغة اخرى مختلفة تماما عن اللغة التي تتكلم بها في حياتها اليومية. رامزا يوجه خطابه الى العالم بلغة انكليزية قديمة لم تعد مستعملة اليوم . ليس من الغريب ان يكون لانبياء العصر الحديث شخصية مختلفة اثناء قيامهم بمهمتهم كصوت الله الى عامة عباده. هذا الامر ادى بالبعض الى الاعتقاد ان "الرسل" مصابين بإنقسام الشخصية ومع ذلك لم يستطع العلماء ايجاد مايشير الى وجود مرض نفسي لديهم، خصوصا وان رسالتهم تملك بنية متماسكة ومنطقية وذات جذور اخلاقية وانسانية عالية المستوى.


الرسائل المنزلة يمكنها ان تملئ آلاف الصفحات وآلاف الاشرطة، عندما يجري كتابتهم في صحف محفوظة. مختصي الاديان يشيرون الى ان مضامين هذه الرسائل تحتوي الكثير من النصائح والارشادات العامة وفلسفة عن الحياة ولكنها تبتعد عن الاشارة الى المرسل ومواصفاته . ومن المثير ان هذه "القوة العليا" لها خاصية الرغبة بتكرار اقوالها بدون انقطاع بشكل يذكرنا ببعض الاديان الاخرى.

كما انه من الملاحظ ان الرسالة تستخدم مشاكل العصر وردود فعل الانسان الحديث عليها. في رسالة "رامزا" يجد المؤمنين اجوبة بسيطة وسهلة على الاسئلة الكبيرة والمعقدة مما يجعل الحياة اكثر بساطة. وكما يلاحظ الدارسين فأن الرسالة لاتنطلق من اسلوب معيشة المؤمن، وانما من افكاره المثالية الموجودة مسبقا في عقله والتي يسعده سماع قصيدة مثالية عن السعي اليها وحلم تحقيقها وانتصارها.


Helen Schucman من الولايات المتحدة احدى هؤلاء الرسل. رسالتها كانت تأتي اليها من روح المسيح. في الرسائل التي اوحيت اليها والمؤلفة من 622 صفحة نجد ان ملخصها يتتضمن الدعوة للتخلص من الانانية وحب الذات. وتشير الى ان كون الذات الانسانية مختلطة مع الانانية يجعلها ترى العالم كساحة حرب للوصول الى المنفعة الذاتية على حطام الاخرين. فقط من خلال التخلص من الانانية يمكننا رؤية جوهر روحنا التي تشكل جزء من روح الله وبالتالي الحقيقة التي خلقنا من اجلها.

Georg King الانكليزي أنشأت رسالته مجتمعا دينيا جديدا بإسم Aetherius Society ، بالرغم من انها صادرة ليست عن قوة سماوية عليا وانما اوحيت اليه من كائنات اكثر تتطوراً تحيا على كواكب اخرى. والرسالة تتضمن مبادئ اخلاقية عن كيفية التمكن من الحياة مع بعضنا البعض في سلام وانسجام والحفاظ على تقاليد روحية تسمو بالانسان بدون الحاجة الى الخرافات والخلق.

يعتقد المحللين ان نجاح هؤلاء الانبياء في الحصول على الكثير من المستمعين مرتبط بأن الوحي الالهي قادم من داخلنا ليعبر عن احلامنا وليحقق تمنياتنا الارضية التي فشلت الاغلبية في تحقيقها بطريقة اخرى.

وفي دراسة اخرى اجراها الدكتور ماريو بورغار من جامعة مونتريال الكندية وجرى نشرها في مجلة "نيوروساينس ليتر"، ان المعايشة الروحية تحرك عدة مناطق في الدماغ. وقد جرت التجربة على 15 راهبة من الراهبات الكرمليات اللواتي ينصرفن الى التأمل، وتتراوح اعمارهن مابين 23-64 سنة.

والتجربة كانت من خلال دراسة انشطة دماغهن بواسطة التصوير بالرنين المغناطيسي (ام أر آي) بينما كانوا يحاولون تكرار تجربة روحية قاموا بها سابقا، وتهدف الى دراسة فرضية قديمة تقول ان هناك منطقة تتحكم بالايمان اطلق عليها " نقطة الله" وقد اشير الى انها تقع في المنطقة الامامية من الدماغ.

وقامت الفرضية على إدعاءات المصابين بالصرع ، يعانون من خلل في المنطقة الصدغية، من انهم يعايشون تجارب روحية، لتنتهي التجربة الى التأكيد على ان المعايشات الروحية تسبب نشاط في العديد من النقاط ولاتقتصر على نقطة واحدة.

وقال الباحث انه عطل المناطق المتصلة بالذاكرة حتى لاتكون هناك تأثيرات واعية على المعايشة الروحية، وقال:" ان الراهبات شعروا انهن منجذبات الى شئ اكبر منهن". ولاحظ الباحث نشاطات في منطقة الانفعالات وهي منطقة تخص الجسد، ويتطالبق مع قول الراهبات ان احساسهن بأجسادهن تراجع اثناء الاختبار. كما لاحظ تباطئ مستوى الموجات الدماغية وكشف موجات " ثيتا" وهي موجات بطيئة سجلت لدى الرهبان البوذيين عندما يكونون في حالات تأمل، مما يشير الى ان الحالة نفسية ومتعلقة بكافة المعايشات الروحية بغض النظر عن اسمها.

وقد عرضت البي بي سي فيلما عن اشخاص يشعرون انفسهم على علاقة مباشرة مع الله وانهم مختارون من لدنه، اليكم الفيلم:لرؤية الفيلم اضغط هنا



مصادر:
Ramtha
Helen Schucman
Aetherius Society
هل هناك موقع الله في الدماغ؟

Inga kommentarer:

Skicka en kommentar